responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 348

سبع‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ معني‌ (لعمرك‌) و حياتك‌. و ‌قال‌ غيره‌: ‌هو‌ مدة حياته‌ و بقائه‌ حياً بمعني‌ لعمرك‌ و مدة بقاءك‌ حيّاً. و العَمر و العُمر واحد، ‌غير‌ ‌أنه‌ ‌لا‌ يجوز ‌في‌ القسم‌ ‌إلا‌ بالفتح‌، ‌قال‌ ابو عبيدة: ارتفع‌ لعمرك‌ و ‌هي‌ يمين‌، و الأيمان‌ تكون‌ خفضاً ‌إذا‌ كانت‌ الواو ‌في‌ أوائلها، و ‌لو‌ كانت‌ و عمرك‌ لكانت‌ خفضاً، و لذلك‌ قولهم‌: لحق‌ لقد فعلت‌ ‌ذلک‌، و إنما صارت‌ ‌هذه‌ الأيمان‌ رفعاً بدخول‌ اللام‌ ‌في‌ أولها، لأنها أشبهت‌ لام‌ التأكيد، فأما قولهم‌: عمرك‌ اللّه‌ أفعل‌ كذا، فإنهم‌ ينصبون‌ (عمرك‌) و كذلك‌ ينصبون‌ (اللّه‌ ‌لا‌ فعلن‌). ‌قال‌ المبرد: ‌لا‌ أفتحها يميناً، بل‌ ‌هي‌ دعاء و معناه‌ اسأل‌ اللّه‌ لعمرك‌. ‌قال‌ المبرد: و التقدير: لعمرك‌ ‌ما اقسم‌ ‌به‌، و مثله‌: علي‌ّ عهد اللّه‌ لأفعلن‌، فعهد اللّه‌ رفع‌ بالابتداء، و ‌فيه‌ معني‌ القسم‌، و كذلك‌ (لاها اللّه‌ ذا). ‌قال‌ الخليل‌: (ذا) معناه‌ ‌ما أقسم‌ ‌عليه‌. و حكي‌ ‌عن‌ الأخفش‌ ‌أنه‌ ‌قال‌: (ذا) ‌ما اقسم‌ ‌به‌، لأنه‌ ‌قد‌ ذكر اللّه‌، و كلاهما حسن‌ جميل‌.

و ‌قوله‌ «إِنَّهُم‌ لَفِي‌ سَكرَتِهِم‌ يَعمَهُون‌َ» فالسكرة غمور السهو للنفس‌ و هؤلاء ‌في‌ سكرة الجهل‌ «يعمهون‌» اي‌ يتحيرون‌، و ‌لا‌ يبصرون‌ طريق‌ الرشد.

و ‌قوله‌ «فَأَخَذَتهُم‌ُ الصَّيحَةُ مُشرِقِين‌َ» فالأخذ فعل‌ يصير ‌به‌ الشي‌ء ‌في‌ جهة الفاعل‌، فالصيحة كأنها أخذتهم‌ ‌بما‌ صاروا ‌في‌ قبضتها ‌حتي‌ هلكوا ‌عن‌ آخرهم‌.

و الصيحة صوت‌ يخرج‌ ‌من‌ الفم‌ بشدة. و يقال‌: ‌إن‌ الملك‌ صاح‌ بهم‌ صيحة أهلكتهم‌.

و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ جاء صوت‌ عظيم‌ ‌من‌ فعل‌ اللّه‌ كالصيحة. و الاشراق‌ ضياء الشمس‌ بالنهار شرقت‌ الشمس‌ تشرق‌ شروقاً ‌إذا‌ طلعت‌، و أشرقت‌ إشراقاً ‌إذا‌ أضاءت‌ وصفت‌. و معني‌ (مشرقين‌) داخلين‌ ‌في‌ الاشراق‌.

و ‌قوله‌ «فَجَعَلنا عالِيَها سافِلَها» و الجعل‌ حصول‌ الشي‌ء ‌علي‌ وجه‌ ‌لم‌ يكن‌ بقادر ‌عليه‌ ‌لو‌ ‌لا‌ الجعل‌، و مثله‌ التصيير، و المعني‌: انه‌ قلب‌ القرية فجعل‌ أسفلها أعلاها

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست