responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 321

‌أو‌ عمارة ‌أو‌ بادية ‌أو‌ نحو ‌ذلک‌ ‌من‌ الأمور الجارية ‌في‌ العادة، و المرسل‌ محذوف‌ لدلالة (أرسلنا) ‌عليه‌.

و ‌قوله‌ «وَ ما يَأتِيهِم‌ مِن‌ رَسُول‌ٍ إِلّا كانُوا بِه‌ِ يَستَهزِؤُن‌َ» اخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ ‌أنه‌ ‌لم‌ يبعث‌ رسولًا فيما مضي‌ الا و كانت‌ أممهم‌ تستهزئ‌ بهم‌، و استهزاؤهم‌ بهم‌ حملهم‌ ‌عليهم‌ و استبعادهم‌ ‌ما دعوا اليه‌ و استيحاشهم‌ ‌منه‌، و استكبارهم‌ ‌له‌، ‌حتي‌ توهموا ‌أنه‌ مما ‌لا‌ ‌يکون‌، و ‌لا‌ يصح‌ ‌مع‌ مخالفته‌ ‌لما‌ وجدوا ‌عليه‌ آباءهم‌ و أجدادهم‌ و أسلافهم‌، فكان‌ عندهم‌ كأنه‌ دعا ‌الي‌ خلاف‌ المشاهدة و ‌الي‌ ‌ما ‌فيه‌ جحد الضرورة و المكابرة.

و الهزؤ إظهار ‌ما يقصد ‌به‌ العيب‌ ‌علي‌ إيهام‌ المدح‌، و ‌هو‌ بمعني‌ اللعب‌ و السخرية.

و ‌قوله‌ «كَذلِك‌َ نَسلُكُه‌ُ فِي‌ قُلُوب‌ِ المُجرِمِين‌َ لا يُؤمِنُون‌َ بِه‌ِ وَ قَد خَلَت‌ سُنَّةُ الأَوَّلِين‌َ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ كذلك‌ نسلك‌ القرآن‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ الذكر باخطاره‌ ‌علي‌ البال‌ ليؤمنوا ‌به‌، فهم‌ ‌لا‌ يؤمنون‌ ‌به‌، ماضين‌ ‌علي‌ سنة ‌من‌ تقدمهم‌، ‌من‌ تكذيب‌ الرسل‌، ‌کما‌ سلكنا دعوة الرسل‌ ‌في‌ قلوب‌ ‌من‌ سلف‌ ‌من‌ الأمم‌. ذهب‌ اليه‌ البلخي‌ و الجبائي‌.

و ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة: يسلك‌ الاستهزاء بإخطاره‌ ‌علي‌ البال‌ ليجتنبوه‌، و ‌لو‌ ‌کان‌ المراد ‌أنه‌ يسلك‌ الشرك‌ ‌في‌ قلوبهم‌، لكان‌ يقول‌: انهم‌ ‌لا‌ يؤمنون‌ بالشرك‌ و ‌لو‌ كانوا كذلك‌، كانوا محمودين‌ ‌غير‌ مذمومين‌، يقال‌: سلكه‌ ‌فيه‌ يسلكه‌ سلكاً و سلوكاً، و اسلكه‌ اسلاكاً، ‌قال‌ عدي‌ ‌بن‌ زيد:

و كنت‌ لزاز خصمك‌ ‌لم‌ اعرّد        و ‌قد‌ سلوك‌ ‌في‌ يوم عصيب‌[1]

و ‌قال‌ الآخر:


[1] انظر 6: 38 تعليقة 1
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست