responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 292

و الرطب‌ و البسر و التمر، فهو دائم‌ ‌لا‌ ينقطع‌ ‌علي‌ ‌هذه‌ الصفة، و أهل‌ اللغة يذهبون‌ ‌الي‌ ‌ان‌ الحين‌ ‌هو‌ الوقت‌، ‌قال‌ النابغة:

يبادرها الراقون‌ ‌من‌ سوء سمها        تطلقه‌ حيناً و حيناً تراجع‌[1]

كذا رواه‌ الاصمعي‌ و (مثلا) منصوب‌ ب (ضرب‌) و التقدير ضرب‌ ‌الله‌ كلمة طيبة مثلًا «بإذن‌ ربها» اي‌ يخرج‌ ‌هذا‌ الأكل‌ ‌في‌ ‌کل‌ حين‌ بأمر ‌الله‌ و خلقه‌ إياه‌ «وَ يَضرِب‌ُ اللّه‌ُ الأَمثال‌َ لِلنّاس‌ِ لَعَلَّهُم‌ يَتَذَكَّرُون‌َ» اخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ انه‌ يضرب‌ المثل‌ للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة ‌في‌ البادية و العاقبة، لكي‌ يتذكروا و يتفكروا ‌فيه‌ و يعتبروا ‌به‌، فيؤديهم‌ ‌ذلک‌ ‌الي‌ دخول‌ الجنة و حصول‌ الثواب‌.

و فائدة ‌الآية‌ ‌ان‌ ‌الله‌ ضرب‌ للايمان‌ مثلًا و للكفر مثلًا، فجعل‌ مثل‌ المؤمن‌ الشجرة الطيبة ‌الّتي‌ ‌لا‌ ينقطع‌ نفعها و ثمرها، و ‌هي‌ النخلة ينتفع‌ بها ‌في‌ ‌کل‌ وقت‌، ‌لا‌ ينقطع‌ نفعها البتة، لأنه‌ ينتفع‌ بطلعها، و بسرها، و رطبها، و تمرها، و سعفها، و ليفها، و خوصها، و جذعها. و مثل‌ الكافر بالشجرة الخبيثة و ‌هي‌ الحنظلة.

و ‌قيل‌ الأكشوث‌ ‌لا‌ انتفاع‌ ‌به‌، و ‌لا‌ قرار ‌له‌ و ‌لا‌ أصل‌، فكذلك‌ الكفر ‌لا‌ نفع‌ ‌فيه‌ و ‌لا‌ ثبات‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ إبراهيم‌ (14): الآيات‌ 26 ‌الي‌ 27]

وَ مَثَل‌ُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجتُثَّت‌ مِن‌ فَوق‌ِ الأَرض‌ِ ما لَها مِن‌ قَرارٍ (26) يُثَبِّت‌ُ اللّه‌ُ الَّذِين‌َ آمَنُوا بِالقَول‌ِ الثّابِت‌ِ فِي‌ الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي‌ الآخِرَةِ وَ يُضِل‌ُّ اللّه‌ُ الظّالِمِين‌َ وَ يَفعَل‌ُ اللّه‌ُ ما يَشاءُ (27)

آيتان‌ بلا خلاف‌.

‌لما‌ ضرب‌ ‌الله‌ المثل‌ للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة ‌الّتي‌ ذكرها و أكلها، ضرب‌


[1] ديوانه‌ (دار بيروت‌) 80 و روايته‌:
تناذرها الراقون‌ ‌من‌ سوء سمها || تطلقه‌ طوراً و طوراً تراجع‌
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست