responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 280

آيتان‌ بلا خلاف‌.

حكي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌ما أجابت‌ ‌به‌ الرسل‌ الكفار، فإنهم‌ قالوا ‌لهم‌ ‌ما «نَحن‌ُ إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم‌» و لسنا ملائكة، ‌کما‌ زعمتم‌ «و لكن‌ ‌الله‌» ‌من‌ علينا فاصطفانا و بعثنا أنبياء و ‌هو‌ «يَمُن‌ُّ عَلي‌ مَن‌ يَشاءُ مِن‌ عِبادِه‌ِ» و ‌لم‌ يكن‌ لنا ‌ان‌ نجيئكم‌ «بسلطان‌» اي‌ بحجة ‌علي‌ صحة دعوانا ‌إلا‌ بأمر اللّه‌ و إطلاقه‌ لنا ‌في‌ ‌ذلک‌ «و ‌علي‌ ‌الله‌» يجب‌ ‌ان‌ يتوكل‌ «المتوكلون‌» المؤمنون‌ المصدقون‌ ‌به‌ و بأنبيائه‌.

‌ثم‌ اخبر انهم‌ قالوا ايضاً «وَ ما لَنا أَلّا نَتَوَكَّل‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ» اي‌ و ‌لم‌ ‌لا‌ نتوكل‌ ‌علي‌ ‌الله‌ «وَ قَد هَدانا» ‌الي‌ سبل‌ الايمان‌ و دلنا ‌علي‌ معرفته‌ و وفقنا لتوجيه‌ العبادة اليه‌، و ‌لا‌ نشرك‌ ‌به‌ شيئاً، و ضمن‌ لنا ‌علي‌ ‌ذلک‌ جزيل‌ الثواب‌، «وَ لَنَصبِرَن‌َّ عَلي‌ ما آذَيتُمُونا» ‌من‌ تكذيبنا و شتمنا ‌في‌ جنب‌ طاعته‌ و ابتغاء مرضاته‌ و طلب‌ ثوابه‌ «و ‌علي‌ ‌الله‌» يجب‌ ‌ان‌ يتوكل‌ المتوكلون‌ الواثقون‌ بالله‌ دون‌ ‌من‌ ‌کان‌ كافراً، فان‌ وليه‌ الشيطان‌.

و «المن‌ّ» أصله‌ القطع‌ يقال‌: حبل‌ منين‌ اي‌ منقطع‌ ‌عن‌ بلوغ‌ المنية، و المنيّة لأنها تقطع‌ ‌عن‌ امر الدنيا. «لَهُم‌ أَجرٌ غَيرُ مَمنُون‌ٍ»[1] اي‌ ‌غير‌ مقطوع‌، و الأذي‌ ضرر يجده‌ صاحبه‌ ‌في‌ حاله‌ يقال‌: آذاه‌ يؤذيه‌ أذي‌ و تأذي‌ ‌به‌ تأذياً، و اكثر ‌ما يقال‌ ‌في‌ الضرر القليل‌، و يقال‌ ايضاً آذاه‌ أذي‌ عظيماً، و المثل‌ ‌ما سد مسد صاحبه‌ فيما يرجع‌ ‌الي‌ ذاته‌. و الهدي‌ الدلالة ‌علي‌ طريق‌ الحق‌ ‌من‌ الباطل‌، و الرشد ‌من‌ الغني‌،


[1] ‌سورة‌ 41 حم‌ السجد (فصلت‌) آية 8 و ‌سورة‌ 84 الانشقاق‌ آية 25 و ‌سورة‌ 95 التين‌ آية 6
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست