فهذا في أنه في الأصل مصدر قد وصف به مثل السلام و العدل، الا ان هذا الاسم غلب حتي صار في الغلبة و كثرة الاستعمال كالعلم، و قد يغلب ما في أصله الصفة فيصير بمنزلة العلم[2] مثل قول الشاعر:
و التيم ألأم من يمشي و ألأمهم ذهل بن تيم بنو السود المدانيس[3]
يجوز أن يکون جعل التيم جمع تيميّ كيهودي و يهود. و علي هذا قال تعالي و قالت اليهود، ألا تري أن (يهود) قد جري في كلامهم اسماً للقبيلة، کما أن (مجوس) كذلك، فلو لا أن المراد بهما الجمع، لم يدخلهما الألف و اللام، کما لا يدخل المعارف في نحو زيد و عمرو، إلا انه جمع بحذف الياءين اللتين للنسب، کما جمع شعير و شعيرة بحذف التاء، و مثله (رومي) و روم و (زنجي) و زنج.
و من رفع قطع عن الاول، و رفعه بالابتداء، و جعل (ألذي) الخبر، او جعله صفة و أضمر الخبر. و قد بيّنا معاني الحروف المقطعة في أوائل السور في أول
[1] مر هذا الرجز في 1: 28 [2] کان في المطبوعة علي الهامش هذه الحاشية (نابغة الجعدي في الرمل بيته عليه صفيح من تراب و جندل و الأصل النابغة و لما غلب نزع منه الالف و اللام کما ينزع من اسماء الاعلام نحو زيد و عمرو و ربما استعمل في هذا النحو الوجهان و اما قول الشاعر) انتهي.
و هو کما تري بعيد عن المتن من حيث اللهجة و التركيب و ظاهر انه ليس من كلام الشيخ الطوسي- رحمه اللّه- و لكن آخره يشبه المتصل بالمتن لذلك نقلناه فلعل المطلع عليه يستفيد منه. [3] قائله جرير. ديوانه (دار بيروت) 252 و اللسان (تيم) و رواية الديوان:
و التيم. أَلأم من يمشي و أَلأمهم || أولاد ذهل بنو السود المدانيس
و رواية اللسان:
و التيم أَلأم من يمشي و أَلأمه || تيم بن ذهل بنو السود المدانيس
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 270