responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 265

‌في‌ ‌ذلک‌ ‌بما‌ أمرك‌ اللّه‌ ‌به‌، و علينا نحن‌ حسابهم‌، و مجازاتهم‌ و الانتقام‌ منهم‌، إما عاجلا ‌أو‌ آجلًا، و ‌ذلک‌ كائن‌ ‌لا‌ محالة ‌علي‌ ‌ما قلناه‌.

و كسرت‌ الالف‌ ‌من‌ ‌قوله‌ «وَ إِمّا نُرِيَنَّك‌َ» لأنه‌ ‌من‌ التخيير، و التقدير، و إما نرينَّك‌ نقمتنا و أنت‌ حي‌، و إما نتوفَّينَّك‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): آية 41]

أَ وَ لَم‌ يَرَوا أَنّا نَأتِي‌ الأَرض‌َ نَنقُصُها مِن‌ أَطرافِها وَ اللّه‌ُ يَحكُم‌ُ لا مُعَقِّب‌َ لِحُكمِه‌ِ وَ هُوَ سَرِيع‌ُ الحِساب‌ِ (41)

آية بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لهؤلاء الكفار ‌علي‌ وجه‌ التنبيه‌ ‌لهم‌ ‌علي‌ الاعتبار بأفعال‌ اللّه‌، ‌أو‌ ‌ما يرون‌ أنَّا ننقص‌ ‌الإرض‌ ‌من‌ أطرافها! و ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ أربعة أقوال‌:

‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و الحسن‌ و الضحاك‌: ‌ما فتح‌ ‌علي‌ المسلمين‌ ‌من‌ أرض‌ المشركين‌.

و ‌قال‌ مجاهد، و قتادة: و ننقصها بموت‌ أهلها. و ‌في‌ رواية أخري‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد: بموت‌ العلماء. و ‌في‌ رواية أخري‌ عنهما: بخرابها. ثم‌ّ أخبر ‌أن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يحكم‌ و يفصل‌ الأمر و ‌لا‌ احد يعقّب‌ حكمه‌، و ‌لا‌ يقدر ‌علي‌ ‌ذلک‌، و ‌أنه‌ سريع‌ المجازاة ‌علي‌ أفعال‌ العباد، ‌علي‌ الطاعات‌ بالثواب‌، و ‌علي‌ المعاصي‌ بالعقاب‌.

و النقص‌ أخذ الشي‌ء ‌من‌ الجملة، و ‌في‌ فلان‌ نقص‌ ‌ أي ‌ نقص‌ منزلة ‌عن‌ منزلة عظيمة ‌في‌ المقدور ‌أو‌ المعلوم‌، و الثاني‌ للأمور. و الطرف‌ منتهي‌ الشي‌ء، و ‌هو‌ موضع‌ ‌من‌ الشي‌ء ليس‌ و راءه‌ ‌ما ‌هو‌ ‌منه‌. و أطراف‌ ‌الإرض‌ نواحيها. و التعقيب‌ ردّ الشي‌ء ‌بعد‌ فصله‌، و ‌منه‌ عقَّب‌ العقاب‌ ‌علي‌ صيده‌ إذ أردّ الكرور ‌عليه‌ ‌بعد‌ فصله‌ عنه‌ ‌قال‌ لبيد:

‌حتي‌ تهجّر ‌في‌ الرواح‌ و هاجه‌        طلب‌ المعقّب‌ حقه‌ المظلوم‌[1]


[1] اللسان‌ (عقب‌) و مجمع‌ البيان‌ 3/ 279، و تفسير الطبري‌ (الطبعة الاولي‌) 13/ 72
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست