responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 263

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): آية 39]

يَمحُوا اللّه‌ُ ما يَشاءُ وَ يُثبِت‌ُ وَ عِندَه‌ُ أُم‌ُّ الكِتاب‌ِ (39)

آية بلا خلاف‌.

وجه‌ اتصال‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌بما‌ تقدم‌ ‌هو‌ ‌أنه‌ ‌لما‌ ‌قال‌ «لِكُل‌ِّ أَجَل‌ٍ كِتاب‌ٌ» اقتضي‌ ‌ان‌ يدخل‌ ‌فيه‌ اعمال‌ العباد، فبين‌ ‌ان‌ اللّه‌ يمحو ‌ما يشاء، و يثبت‌، لئلا يتوهم‌ ‌ان‌ المعصية مثبتة ‌بعد‌ التوبة، ‌کما‌ ‌هي‌ قبل‌ التوبة. و ‌قيل‌: ‌ان‌ مما يمحي‌ و يثبت‌ الناسخ‌ و المنسوخ‌. و ‌قيل‌ يمحو ‌ما يشاء، و يثبت‌، مما يثبته‌ الملكان‌، لأنه‌ ‌لا‌ يثبت‌ الا الطاعات‌ و المعاصي‌ دون‌ المباحات‌. و ‌قيل‌ معناه‌ يمحو ‌ما يشاء ‌من‌ معاصي‌ ‌من‌ يريد التفضل‌ ‌عليه‌-‌ بإسقاط عقابه‌، و يثبت‌ معاصي‌ ‌من‌ يزيد عقابه‌. و الحسنة يثبتها اللّه‌ قبل‌ فعلها، بمعني‌ أنهم‌ سيعملونها، فإذا عملوها أثبتها بأنهم‌ عملوها، فلذلك‌ أثبت‌ ‌في‌ الحالين‌، و الوجه‌ ‌في‌ إثباته‌ ‌ما ‌يکون‌ ‌فيه‌ ‌من‌ المصلحة و الاعتبار لمن‌ يفكر ‌فيه‌ بأن‌ ‌ما يحدث‌، ‌علي‌ كثرته‌ و عظمه‌، ‌قد‌ أحصاه‌ اللّه‌ و كتبه‌، و ‌ذلک‌ ‌لا‌ سبيل‌ اليه‌ الا ‌من‌ جهة علام‌ الغيوب‌ ‌ألذي‌ يعلم‌ ‌ما ‌يکون‌ قبل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌، و اعتبار المشاهدة ‌له‌ ‌من‌ الملائكة ‌إذا‌ قابل‌ ‌ما ‌يکون‌ ‌بما‌ ‌هو‌ مكتوب‌، ‌مع‌ ‌أنه‌ أهول‌ ‌في‌ الصدور، و أعظم‌ ‌في‌ النفوس‌ مما يتصور معه‌، ‌حتي‌ ‌کان‌ المفكر ‌فيه‌ مشاهد ‌له‌. و (المحو) إذهاب‌ أثر الكتابة محاه‌ يمحوه‌ محواً و إمحاء أيضاً، و أمَّحا إمّحاء و امتحا امتحاء. و الإثبات‌ الاخبار بوجود الشي‌ء، و نقيضه‌ النفي‌، و ‌هو‌ الاخبار بعدم‌ الشي‌ء.

و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد: إنه‌ ‌تعالي‌ ‌لا‌ يمحو الشقاء و السعادة، و ‌هذا‌ مطابق‌ لقول‌ اصحاب‌ الوعيد.

و ‌قال‌ عمر ‌بن‌ الخطاب‌، و ‌إبن‌ مسعود: هما يمحيان‌ مثل‌ سائر الأشياء، و ‌هذا‌ مطابق‌ لقول‌ المرجئة ‌من‌ وجه‌.

و ‌قوله‌ «وَ عِندَه‌ُ أُم‌ُّ الكِتاب‌ِ» معناه‌ أصل‌ الكتاب‌، لأنه‌ يكتب‌ أولًا:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست