آية في الكوفي و آيتان في البصري و المدنيين تمام الاولي «و النور».
قرأ أهل الكوفة إِلا «حفصاً أم هل يستوي» بالياء. الباقون بالتاء، من قرأ بالتاء فلانه مسند الي مؤنث لم يفصل بينه و بين فاعله بشيء کما قال «قالَتِ الأَعرابُ»[1]، و «قالت اليهود»[2] و «إِذ قالَت أُمَّةٌ»[3] و قد جاء في مثل ذلک التذكير، كقوله «وَ قالَ نِسوَةٌ»[4] و من قرأ بالياء، فلانه تأنيث غير حقيقي و الفعل مقدّم.
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه صلّي اللّه عليه و سلّم، يأمره بأن يقول لهؤلاء الكفار «مَن رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ» أي من مدبرهما و مصرّ فيهما علي ما فيهما من العجائب، فإنهم لا يمكنهم أن يدّعوا أنَّ مدبر السماوات و الإرض الأصنام الّتي يعبدونها، فإذا لم يمكنهم ذلک، فقل لهم رب السماوات و الإرض و ما بينهما من انواع الحيوان و النبات و الجماد «اللّه» تعالي، فإذا أقروا بذلك فقل لهم علي وجه التبكيت لهم و التوبيخ لفعلهم:
أفاتّخذتم من دون اللّه اولياء توجهون عبادتكم اليهم!؟ فالصورة صورة الاستفهام و المراد به التقريع و التوبيخ. ثم بين ان هؤلاء الّذين اتخذتموهم أولياء من الأصنام و الأوثان لا يملكون لأنفسهم نفعاً و لا ضراً، و من لا يملك لنفسه ذلک فانه بأن لا يملك لغيره اولي و أحري، و من کان كذلك كيف يستحق العبادة ثم قال لهم «هَل يَستَوِي الأَعمي وَ البَصِيرُ» ام هل يتساوي الأعمي عن طريق الحق و العادل عنه الي الضلال. و البصير ألذي اهتدي الي الحق، فإِنهما لا يتساويان ابداً، کما لا