responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 20

‌ما وعدتكم‌ ‌به‌ ‌من‌ نزول‌ العذاب‌ ‌بعد‌ ثلاثة ايام‌ وعد صدق‌ ليس‌ ‌فيها‌ كذب‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 66]

فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحاً وَ الَّذِين‌َ آمَنُوا مَعَه‌ُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَ مِن‌ خِزي‌ِ يَومِئِذٍ إِن‌َّ رَبَّك‌َ هُوَ القَوِي‌ُّ العَزِيزُ (66)

آية بلا خلاف‌.

قرأ اهل‌ المدينة ‌إلا‌ إسماعيل‌ و الكسائي‌ و البرجمي‌ و السموني‌ «يومئذ» بفتح‌ الميم‌، هنا و ‌في‌ المعارج‌. الباقون‌ بكسر الميم‌ ‌علي‌ الاضافة. ‌قال‌ ابو علي‌ ‌قوله‌ «يومئذ» ظرف‌-‌ كسرت‌ ‌او‌ فتحت‌-‌ ‌في‌ المعني‌ ‌إلا‌ انه‌ اتسع‌ ‌فيه‌ فجعل‌ اسماً ‌کما‌ اتسع‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «بَل‌ مَكرُ اللَّيل‌ِ وَ النَّهارِ»[1] فأضيف‌ المكر اليهما و إنما ‌هو‌ فيهما، فكذلك‌ العذاب‌ و الخزي‌ و الفزع‌ اضفن‌ ‌الي‌ اليوم‌، و المعني‌ ‌علي‌ ‌ان‌ ‌ذلک‌ كله‌ ‌في‌ اليوم‌ ‌کما‌ ‌ان‌ المكر ‌في‌ الليل‌ و النهار.

و ‌من‌ كسر الميم‌ ‌من‌ «عذاب‌ يومئذ» فلان‌ يوماً اسم‌ معرب‌ أضاف‌ اليه‌ ‌ما اضافه‌ ‌من‌ العذاب‌ و الخزي‌ و الفزع‌، فانجر بالاضافة، و ‌لم‌ تفتح‌ اليوم‌ فتبنيه‌ لاضافته‌ ‌الي‌ المعني‌، لان‌ المضاف‌ منفصل‌ ‌عن‌ المضاف‌ اليه‌ و ‌لا‌ يلزمه‌ الاضافة، و المضاف‌ ‌لم‌ يلزم‌ البناء.

و ‌من‌ فتح‌ ‌فقال‌: ‌من‌ عذاب‌ يومئذ فيفتح‌ ‌مع‌ انه‌ ‌في‌ موضع‌ جر، فلان‌ المضاف‌ يكتسب‌ ‌من‌ المضاف‌ اليه‌ التعريف‌ و التنكير، و معني‌ الاستفهام‌ و الجزاء ‌في‌ نحو غلام‌ ‌من‌ تضرب‌ اضربه‌، فلما ‌کان‌ يكتسب‌ ‌من‌ المضاف‌ اليه‌ ‌هذه‌ الأشياء اكتسب‌ ‌منه‌ الاعراف‌ و البناء ايضاً، ‌إذا‌ ‌کان‌ المضاف‌ ‌من‌ الأسماء الشائعة المبنية نحو (‌اينکه‌.

و كيف‌) و ‌لو‌ ‌کان‌ المضاف‌ مخصوصاً نحو (رجل‌ و غلام‌) ‌لم‌ يكتسب‌ ‌منه‌ البناء ‌کما‌ اكتسبت‌ ‌من‌ الأسماء الشائعة. و ‌من‌ أضاف‌ ‌علي‌ تقدير ‌من‌ عذاب‌ يومئذ و ‌من‌ خزي‌


[1] ‌سورة‌ سبأ آية 33.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست