responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 188

كنتم‌ ‌فيها‌ جاهلين‌ جهالة الصبي‌ ‌لا‌ جهالة المعاصي‌، و ‌ذلک‌ يقتضي‌ انهم‌ الآن‌ ‌علي‌ خلافه‌، و ‌لو‌ ‌لا‌ ‌ذلک‌ لقال‌ و أنتم‌ جاهلون‌. و انما وبخوا بحال‌ ‌قد‌ أقلعوا عنها و تابوا منها ‌علي‌ وجه‌ التذكير و ليتنبهوا ‌علي‌ حال‌ ‌من‌ يخاطبهم‌ و يعرفوه‌ بها، ‌لا‌ ‌ان‌ تلك‌ الحال‌ ذكرت‌ بطريق‌ التقبيح‌ لها. و ‌قال‌ السدي‌ و ‌إبن‌ إسحاق‌ ‌إن‌ يوسف‌ ‌لما‌ قالوا ‌له‌ ‌ما قالوا أدركته‌ الرقة، فدمعت‌ عينه‌ و باح‌ ‌لهم‌ ‌بما‌ ‌کان‌ يكتمه‌ ‌من‌ شأنه‌ و شأنهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 90]

قالُوا أَ إِنَّك‌َ لَأَنت‌َ يُوسُف‌ُ قال‌َ أَنَا يُوسُف‌ُ وَ هذا أَخِي‌ قَد مَن‌َّ اللّه‌ُ عَلَينا إِنَّه‌ُ مَن‌ يَتَّق‌ِ وَ يَصبِر فَإِن‌َّ اللّه‌َ لا يُضِيع‌ُ أَجرَ المُحسِنِين‌َ (90)

آية بلا خلاف‌.

قرأ ‌إبن‌ كثير و ابو جعفر «انك‌» بهمزة واحدة ‌علي‌ الخبر. الباقون‌ بهمزتين‌، و حققهما ‌إبن‌ عامر، و أهل‌ الكوفة، و روح‌، ‌إلا‌ ‌ان‌ الحلواني‌ ‌عن‌ هشام‌ فصل‌ بينهما بألف‌. الباقون‌ يخففون‌ الأولي‌ و يلينون‌ الثانية. و فصل‌ بينهما بألف‌ نافع‌ ‌إلا‌ ورشاً و ابو عمرو. ‌قال‌ ابو علي‌: الأجود الاستفهام‌ لقوله‌ «قال‌َ أَنَا يُوسُف‌ُ» و ‌هذا‌ جواب‌ الاستفهام‌، و ‌من‌ قرأ ‌علي‌ الخبر أراد الاستفهام‌ لقوله‌ «قال‌َ أَنَا يُوسُف‌ُ» و ‌هذا‌ جواب‌ الاستفهام‌، و ‌من‌ قرأ ‌علي‌ الخبر أراد الاستفهام‌، و حذف‌ حرف‌ الاستفهام‌ ‌کما‌ حكي‌ ابو الحسن‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «وَ تِلك‌َ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَي‌َّ»[1] و معناه‌ اي‌ تلك‌ نعمة، و حذف‌ حرف‌ الاستفهام‌.

‌هذا‌ حكاية ‌ما ‌قال‌ اخوة يوسف‌ ‌له‌ حين‌ ‌قال‌ ‌لهم‌ «هَل‌ عَلِمتُم‌ ما فَعَلتُم‌ بِيُوسُف‌َ وَ أَخِيه‌ِ» فإنهم‌ قالوا حينئذ ‌له‌ «أَ إِنَّك‌َ لَأَنت‌َ يُوسُف‌ُ» ‌علي‌ وجه‌ الاستفهام‌ ‌له‌، فإنهم‌ تنبهوا و استيقظوا ‌غير‌ انهم‌ ‌لم‌ يقطعوا ‌به‌، فاستفهموه‌.


[1] ‌سورة‌ الشعراء آية 22.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست