responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 178

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ اخوة يوسف‌ حين‌ آيسوا ‌من‌ تسليم‌ أخيهم‌ اليهم‌، فاليأس‌ ضد الطمع‌، يقال‌: يئس‌ يأساً و استيأس‌ استيئاساً، فهو يائس‌، و مستيئس‌، و آيس‌ يأس‌ مثله‌.

و ‌قوله‌ «خَلَصُوا نَجِيًّا» ‌ أي ‌ انفردوا ‌من‌ ‌غير‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ معهم‌ غيرهم‌ ممن‌ ليس‌ منهم‌، و ‌هذا‌ ‌من‌ عجيب‌ فصاحة القرآن‌ الخارقة للعادة لأن‌ بقوله‌ «خلصوا» دل‌ ‌علي‌ ‌ما قلناه‌ ‌من‌ معني‌ الكلام‌ الطويل‌.

و اصل‌ الخلوص‌ حصول‌ الشي‌ء ‌من‌ ‌غير‌ شائب‌ ‌فيه‌ ‌من‌ غيره‌، كخلوص‌ الذهب‌ ‌من‌ الشئاب‌، و سمي‌ الخلاص‌ لذلك‌، و ‌قوله‌ «نجياً» مصدر يدل‌ بلفظه‌ ‌علي‌ القليل‌ و الكثير، و الواحد و الجمع‌. و النجوي‌ مثله‌، و لذلك‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ الواحد «وَ قَرَّبناه‌ُ نَجِيًّا»[1] و ‌في‌ الجمع‌ «خَلَصُوا نَجِيًّا» ‌قال‌ الشاعر:

إني‌ ‌إذا‌ ‌ما القوم‌ كانوا أَنجيه‌        و اضطرب‌ القوم‌ اضطراب‌ الأرشية

هناك‌ أوصيني‌ و ‌لا‌ توصي‌ بيه‌[2]

و المناجاة رفع‌ المعني‌ ‌من‌ ‌کل‌ واحد ‌الي‌ صاحبه‌ ‌علي‌ وجه‌ خفي‌. و اصل‌ النجو الارتفاع‌ ‌من‌ ‌الإرض‌ و المناجاة المسارة و نجي‌ جمعه‌ أنجية، و ‌هم‌ يتناجون‌.

و «قال‌َ كَبِيرُهُم‌» يعني‌ أكبرهم‌، و ‌قال‌ قتادة و ‌إبن‌ إسحاق‌: هوروبيل‌، فانه‌ ‌کان‌ أكبرهم‌ سناً. و ‌قال‌ مجاهد: ‌هو‌ شمعون‌، و ‌کان‌ أكبرهم‌ عقلًا و علماً دون‌ السن‌. و الأول‌ أليق‌ بالكلام‌ و الظاهر: «أَ لَم‌ تَعلَمُوا أَن‌َّ أَباكُم‌ قَد أَخَذَ عَلَيكُم‌ مَوثِقاً مِن‌َ اللّه‌ِ» يعني‌ أما علمتم‌ ‌أن‌ أباكم‌ ‌قد‌ حلفكم‌ و أقسمتم‌ ‌له‌ باللّه‌ ‌في‌ حفظ أخيكم‌، و قبل‌ ‌هذا‌ ‌ما فرطتم‌ ‌في‌ يوسف‌ ‌ أي ‌ قصرتم‌ ‌في‌ حفظه‌. و اصل‌ التفريط التقديم‌ ‌من‌

‌قوله‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ (انا فرطكم‌ ‌علي‌ الحوض‌) ‌ أي ‌ متقدمكم‌.

و الموثق‌ و الايثاق‌: العهد الوثيق‌ و (‌ما) ‌في‌ ‌قوله‌


[1] ‌سورة‌ مريم‌ آية 52
[2] مر ‌هذا‌ الشعر ‌في‌ 1: 218 و ‌هو‌ ‌في‌ تفسير القرطبي‌ 9: 241
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست