responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 169

‌أن‌ الهمزة بمنزلة الحرف‌ الصحيح‌، لأنها ليست‌ حرف‌ مد و لين‌، فجاز ‌ذلک‌ ‌علي‌ قلبه‌ لهذه‌ العلة. و ‌قال‌ ‌له‌ حين‌ اواه‌ ‌الي‌ نفسه‌ «إِنِّي‌ أَنَا أَخُوك‌َ» يوسف‌ «فَلا تَبتَئِس‌ بِما كانُوا يَعمَلُون‌َ» و إنما ‌قال‌ ‌له‌ ‌ذلک‌، لأنه‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ علم‌ ‌ان‌ ‌له‌ أخاً ‌من‌ أبيه‌ و أمه‌ ‌إلا‌ انه‌ ‌لا‌ يعلم‌ انه‌ ‌هذا‌، و الابتئاس‌ و الاكتئاب‌ و الاغتمام‌ نظائر، و معناه‌ اختلاط البؤس‌ بالحزن‌، و انما جاز ‌ان‌ يأخذه‌ بالصواع‌ ‌مع‌ تعريفه‌ انه‌ أخوه‌ لامرين‌:

أحدهما‌-‌ انه‌ ‌کان‌ بمواطأة ‌منه‌ ‌له‌.

و الثاني‌-‌ ‌قال‌ وهب‌ ‌بن‌ منيه‌: انه‌ أراد أنا أخوك‌ مكان‌ أخيك‌ ‌ألذي‌ هلك‌.

و الأول‌ أصح‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 70]

فَلَمّا جَهَّزَهُم‌ بِجَهازِهِم‌ جَعَل‌َ السِّقايَةَ فِي‌ رَحل‌ِ أَخِيه‌ِ ثُم‌َّ أَذَّن‌َ مُؤَذِّن‌ٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم‌ لَسارِقُون‌َ (70)

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ان‌ يوسف‌ ‌لما‌ جهز أخوته‌ بجهازهم‌ يعني‌ الطعام‌ ‌ألذي‌ اشتروه‌ ليحملوه‌ ‌الي‌ بلدهم‌. و ‌منه‌ جهاز المرأة «جَعَل‌َ السِّقايَةَ فِي‌ رَحل‌ِ أَخِيه‌ِ» و السقاية المراد بها هاهنا صواع‌ الملك‌ ‌ألذي‌ ‌کان‌ يشرب‌ ‌فيه‌. و ‌قيل‌: ‌کان‌ ‌من‌ فضة. و ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد ‌کان‌ كأساً ‌من‌ ذهب‌. و ‌قيل‌ انه‌ صير مكيالًا للطعام‌. و السقاية ‌في‌ الأصل‌ الإناء ‌ألذي‌ يسقي‌ ‌فيه‌، و الرحل‌ آلة السفر ‌من‌ وعاء ‌أو‌ مركب‌، و المراد هاهنا وعاء أخيه‌ ‌ألذي‌ يحمل‌ ‌فيه‌ طعامه‌.

و ‌قوله‌ «ثُم‌َّ أَذَّن‌َ مُؤَذِّن‌ٌ» اي‌ نادي‌ مناد. و الإيذان‌ الاعلام‌ بقول‌ يسمع‌ بالاذن‌.

و مثله‌ الأذن‌، و الاذن‌ الإطلاق‌ ‌في‌ الفعل‌ بقول‌ يسمع‌ بالاذن‌، و (و العير) قافلة الحمير‌-‌ ‌في‌ قول‌ مجاهد. و ‌قيل‌ ‌هي‌ القافلة ‌الّتي‌ ‌فيها‌ الإجمال‌. و الأصل‌ الحمير ‌إلا‌ انه‌ كثر ‌حتي‌ صارت‌ تسمي‌ ‌کل‌ قافلة محملة عيراً تشبيهاً. و ‌قوله‌ «إِنَّكُم‌ لَسارِقُون‌َ» فالسرقة أخذ الشي‌ء ‌من‌ حرز ‌في‌ خفي‌ بغير حق‌، ‌إلا‌ ‌ان‌ الشرع‌ قدر ‌أنه‌ ‌لا‌ يتعلق‌ بها القطع‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست