responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 162

‌يکون‌ الا مغيراً ‌له‌، و ‌قد‌ ‌يکون‌ الجاعل‌ ‌غير‌ مغير ‌له‌، لأنه‌ يجعله‌ ‌علي‌ صفة بحكمه‌ ‌فيه‌ كالذي‌ يجعله‌ كافراً بحكمه‌ انه‌ كافر.

و ‌قال‌ ‌إبن‌ إسحاق‌: ‌ألذي‌ وعدوا بفعله‌ الاجتهاد ‌في‌ المصير بأخيهم‌ اليه‌ لأنهم‌ جوّزوا ‌ان‌ ‌لا‌ يجيبهم‌ أبوهم‌ ‌الي‌ الإرسال‌ ‌به‌ معهم‌. و ‌قال‌ ابو علي‌: و عدوه‌ بان‌ يصيروا ‌به‌ اليه‌ ‌ان‌ أرسله‌ أبوه‌ معهم‌، فالعدة ‌به‌ كانت‌ واقعة بشرط.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 62]

وَ قال‌َ لِفِتيانِه‌ِ اجعَلُوا بِضاعَتَهُم‌ فِي‌ رِحالِهِم‌ لَعَلَّهُم‌ يَعرِفُونَها إِذَا انقَلَبُوا إِلي‌ أَهلِهِم‌ لَعَلَّهُم‌ يَرجِعُون‌َ (62)

آية بلا خلاف‌.

قرأ اهل‌ الكوفة ‌إلا‌ أبا بكر «لفتيانه‌» الباقون‌ «لفتيته‌» ‌قال‌ ابو الحسن‌ كلام‌ العرب‌ قل‌: لفتيانك‌، و ‌ما فعل‌ فتيانك‌، و ‌ان‌ كانوا ايضاً ‌في‌ أدني‌ العدد ‌إلا‌ ‌ان‌ يقولوا: ثلاثة و أربعة.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ يوسف‌ انه‌ أمر فتيانه‌ بأن‌ يجعلوا بضاعتهم‌ ‌في‌ رحالهم‌.

و (الفتي‌) الشاب‌ القوي‌، و جمعه‌ فتية و فتيان‌. و ‌قال‌ قتادة: كانوا غلمانه‌.

و ‌قال‌ غيره‌: كانوا مماليكه‌. و (البضاعة): قطعة ‌من‌ المال‌ ‌الّتي‌ للتجارة.

و (الرحال‌) جمع‌ رحل‌ و ‌هو‌ الشي‌ء المعد للرحيل‌ ‌من‌ وعاء المتاع‌ ‌او‌ مركب‌ ‌من‌ مراكب‌ الجمال‌، و جمعه‌ ‌في‌ القليل‌ ارحل‌ و ‌في‌ الكثير رحال‌. و انما جعل‌ بضاعتهم‌ ‌في‌ رحالهم‌، ليقوي‌ دواعيهم‌ ‌في‌ الرجوع‌ اليه‌ ‌إذا‌ رأوا إكرامه‌ إياهم‌، ورد بضاعتهم‌ اليهم‌ ‌مع‌ جدوب‌ الزمان‌ و شدته‌. و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ جعلها ‌في‌ رحالهم‌ ليرجعوا اليه‌ متعرّفين‌ ‌عن‌ سبب‌ ردها. و ‌قال‌ قوم‌ معناه‌ ليعلموا اني‌ لست‌ اطلب‌ أخاهم‌ للرغبة ‌في‌ مالهم‌.

و ‌قوله‌ «لَعَلَّهُم‌ يَعرِفُونَها» معناه‌ لكي‌ يعرفونها، و انما ‌قال‌ (لعل‌) لأنه‌ جوز ‌أن‌ تشتبه‌ ‌عليهم‌، فيمسكوا ‌فيها‌ «إِذَا انقَلَبُوا» ‌ أي ‌ ‌إذا‌ رجعوا ‌الي‌ أهليهم‌ «لَعَلَّهُم‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست