responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 151

و يحتمل‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ ‌من‌ الواو «و يعصرون‌» ‌قيل‌ ‌فيه‌ ثلاثة أقوال‌:

أحدها‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و قتادة: يعصرون‌ الثمار ‌الّتي‌ تعتصر ‌في‌ الخصب‌ ‌من‌ العنب‌ و الزيتون‌ و السمسم‌. و حكي‌ بعضهم‌ أنهم‌ ‌لم‌ يعصروا‌-‌ أربع‌ عشرة سنة‌-‌ زيتاً و ‌لا‌ عنباً، فيكون‌ المعني‌ تعصرون‌ للخصب‌ ‌ألذي‌ أتاكم‌، ‌کما‌ كنتم‌ تعصرون‌ ‌في‌ ايام‌ الخصب‌.

الثاني‌-‌ ‌في‌ رواية أُخري‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ تحلبون‌.

الثالث‌-‌ ‌قال‌ ابو عبيدة و الزجاج‌: تنجون‌ نجاء المعتصر بالماء عند الغصص‌، ‌کما‌ ‌قال‌ عدي‌ ‌بن‌ زيد:

‌لو‌ بغير الماء حلقي‌ شرق‌        كنت‌ كالغصان‌ بالماء اعتصاري‌[1]

و ‌قال‌ ابو زيد الطائي‌:

صاديا يستغيث‌ ‌غير‌ مغاث‌        و لقد ‌کان‌ عصرة المنجود[2]

و اصل‌ العصر عصر العنب‌، و نحوه‌ ‌من‌ الرطب‌ المستخرج‌ ماؤه‌ و كذلك‌ ‌ما ‌فيه‌ الدهن‌ ليستخرج‌ دهنه‌، و ‌منه‌ العصارة ‌ما يخرج‌ بالعصر، و الاعتصار شرب‌ الماء قليلًا قليلًا عند الغصص‌، و المعصر الكاعب‌، لأنه‌ يجري‌ ‌فيها‌ ماء الشباب‌، و المعصرات‌ السحائب‌ ‌الّتي‌ تنعصر بالمطر، و الاعصار ريح‌ تثير السحاب‌ ‌او‌ الغبار، لأنه‌ كالمعتصر منها. و العصرة المنجاة كنجا الغصان‌ باعتصار الماء، و العصرة الدنية ‌في‌ النسب‌، لأنه‌ كالمعتصر ‌من‌ الرطب‌. و قرئ‌ يعصرون‌ بضم‌ الياء، و فتح‌ الصاد شاذاً و معناه‌ يمطرون‌.

و ‌قال‌ البلخي‌: و ‌هذا‌ التأويل‌ ‌من‌ يوسف‌ يدل‌ ‌علي‌ بطلان‌ قول‌ ‌من‌ يقول‌:

‌ان‌ الرؤيا ‌علي‌ ‌ما عبرت‌ اولًا، لأنهم‌ كانوا قالوا ‌هي‌ أضغاث‌ أحلام‌، فلو ‌کان‌ ‌ما قالوه‌ صحيحاً ‌لما‌ ‌کان‌ يتأوّلها.


[1] مر ‌هذا‌ البيت‌ ‌في‌ 1: 412
[2] تفسير القرطبي‌ 9: 204 و مجاز القرآن‌ 1: 313 و تفسير القرطين‌ 1: 226
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست