responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 15

آية بلا خلاف‌.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌ان‌ عاداً ‌لما‌ عصوه‌، و كفروا ‌به‌، و كذبوا هوداً ألحق‌ اللّه‌ بهم‌ الهلاك‌ و اتبعهم‌ ‌في‌ دار الدنيا لعنة، بمعني‌ انه‌ اخبر نبينا و الأمم‌ المستقبلة باهلاكهم‌ و انه‌ لعنهم‌ و امر بلعنهم‌، و عرفهم‌ انه‌ ابعدهم‌ ‌من‌ رحمته‌.

و اللعنة الدعاء بالابعاد ‌من‌ قولك‌ لعنه‌ ‌إذا‌ ‌قال‌ ‌عليه‌ لعنة اللّه‌، و أصله‌ الابعاد ‌من‌ الخير يقال‌ ذئب‌ لعين‌ اي‌ طريد، و ‌لا‌ يجوز ‌ان‌ يلعن‌ شي‌ء ‌من‌ البهائم‌، و ‌ان‌ كانت‌ مؤذية، لأنه‌ ‌لا‌ يجوز ‌ان‌ يدعي‌ عليها بالابعاد ‌من‌ رحمة اللّه‌.

و ‌قوله‌ «وَ يَوم‌َ القِيامَةِ» اي‌ و يتبعون‌ لعنة يوم القيامة، يعني‌ يوم يقوم‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ قبورهم‌ للجزاء و الحساب‌، ‌کما‌ ‌قال‌ «يَوم‌َ يَخرُجُون‌َ مِن‌َ الأَجداث‌ِ سِراعاً كَأَنَّهُم‌ إِلي‌ نُصُب‌ٍ يُوفِضُون‌َ»[1] و ‌قوله‌ «أَلا إِن‌َّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُم‌» (ألا) معناها التنبيه‌، و ‌ما بعدها أخبار بأن‌ قوم‌ عاد كفروا ربهم‌.

و ‌قوله‌ «أَلا بُعداً لِعادٍ قَوم‌ِ هُودٍ» نصب‌ (بعداً) ‌علي‌ المصدر، و المعني‌ ابعدهم‌ اللّه‌ بعداً، و وقع‌ (بعداً) موضع‌ ابعاد، ‌کما‌ وقع‌ نبات‌ موضع‌ إنبات‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «أَنبَتَكُم‌ مِن‌َ الأَرض‌ِ نَباتاً»[2].

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 61]

وَ إِلي‌ ثَمُودَ أَخاهُم‌ صالِحاً قال‌َ يا قَوم‌ِ اعبُدُوا اللّه‌َ ما لَكُم‌ مِن‌ إِله‌ٍ غَيرُه‌ُ هُوَ أَنشَأَكُم‌ مِن‌َ الأَرض‌ِ وَ استَعمَرَكُم‌ فِيها فَاستَغفِرُوه‌ُ ثُم‌َّ تُوبُوا إِلَيه‌ِ إِن‌َّ رَبِّي‌ قَرِيب‌ٌ مُجِيب‌ٌ (61)

آية بلا خلاف‌.

حكي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌أنه‌ أرسل‌ «إِلي‌ ثَمُودَ أَخاهُم‌ صالِحاً» و نصب‌


[1] ‌سورة‌ المعارج‌ آية 43.
[2] ‌سورة‌ نوح‌ آية 17.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست