responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 129

كأنا يوم فري‌ّ انما يقتل‌ إيانا        قتلنا منهم‌ ‌کل‌ فتي‌ ابيض‌ حسانا[1]

و معني‌ «شَغَفَها حُبًّا» بلغ‌ الحب‌ شغاف‌ قلبها، و ‌هو‌ داخله‌. و ‌قوله‌ «إِنّا لَنَراها فِي‌ ضَلال‌ٍ مُبِين‌ٍ» معناه‌ إنا لنعلمها ‌في‌ عدول‌ ‌عن‌ طريق‌ الرشد، فعابوها بذلك‌ و ‌ذلک‌ ‌ان‌ تصير ‌الي‌ ‌ما يذهلها و يبلغ‌ صميم‌ قلبها بحب‌ إنسان‌. و إنما حذف‌ حرف‌ التأنيث‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «وَ قال‌َ نِسوَةٌ» لأنه‌ تأنيث‌ جمع‌ قدم‌ ‌عليه‌ الفعل‌، و تأنيث‌ الجمع‌ تأنيث‌ لفظ يبطل‌ تأنيث‌ المعني‌، لأنه‌ ‌لا‌ يجتمع‌ ‌في‌ اسم‌ واحد تأنيثان‌، و ‌کما‌ يبطل‌ تذكير المعني‌ ‌في‌ رجال‌، فإذا صار كذلك‌ جاز ‌فيه‌ و جهان‌، ‌ان‌ حمل‌ ‌علي‌ اللفظ أنث‌، و ‌ان‌ حمل‌ ‌علي‌ المعني‌ ذكر.

و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ الشغاف‌ ثلاثة أوجه‌: شغاف‌ القلب‌ غلافه‌، و ‌هو‌ جلدة ‌عليه‌ تقول‌ دخل‌ الحب‌ الجلد ‌حتي‌ أصاب‌ القلب‌-‌ ‌في‌ قول‌ السدي‌ و أبي عبيدة‌-‌ الثاني‌-‌ ‌قال‌ الحسن‌: ‌هو‌ باطن‌ القلب‌. الثالث‌-‌ ‌قال‌ ابو علي‌ الجبائي‌: ‌هو‌ وسط القلب‌ ‌قال‌ النابغة:

و ‌قد‌ حال‌ هم‌ّ دون‌ ‌ذلک‌ داخل‌        مكان‌ الشغاف‌ تبتغيه‌ الأصابع‌[2]

و روي‌ شعفها بالعين‌ اي‌ ذهب‌ بها الحب‌ ‌کل‌ مذهب‌ ‌من‌ شعف‌ الجبال‌ و ‌هي‌ رءوسها ‌قال‌ امرؤ القيس‌:

أ تقتلني‌ و ‌قد‌ شعفت‌ فؤادها        ‌کما‌ شغف‌ المهنوءة الرجل‌ الطالي‌[3]

‌قال‌ ابو زيد هما مختلفان‌ فالشعف‌ بالعين‌ ‌في‌ البغض‌ و بالغين‌ ‌في‌ الحب‌.


[1] الكتاب‌ لسيبويه‌ 1/ 271، 383
[2] ديوانه‌ 79 و روايته‌ (شاغل‌) بدل‌ (داخل‌) و تفسير القرطبي‌ 9/ 179 و تفسير الطبري‌ (الطبعة الاولي‌) 12/ 110
[3] ديوانه‌ 162، و تفسير الطبري‌ 12/ 111 و القرطبي‌ 9/ 177 و الشوكاني‌ (الفتح‌ القدير.) 3/ 19 و رواية الديوان‌:
ليقتلني‌ اني‌ شغفت‌ فؤادها || ‌کما‌ شغف‌ المهنوءة الرجل‌ الطالي‌
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست