قرأ أهل الكوفة « يا بشري» بغير الف. الباقون بالألف و الياء، و کان يجوز أن يقرأ بياء مشددة «بشريّ» و هي لغة هذيل غير انه لم يقرأ به احد، قال أبو ذؤيب:
سبقوا هويّ و اعنقوا لهواهم فتخرموا و لكل جنب مصرع[1]
قال ابو علي: من قرأ ( يا بشراي) فاضافه الي الياء الّتي للمتكلم، كأن للألف الّتي هي حرف الاعراب موضعان من الاعراب:
أحدهما- ان تكون في موضع نصب لأنه منادي مضاف.
و الآخر- ان تكون في موضع كسر، لأنه بمنزلة حرف الاعراب في غلامي.
و من قرأ « يا بشري» احتمل وجهين:
أحدهما- ان يکون في موضع ضم مثل يا رجل بالنداء لاختصاصه كاختصاص الرجل.
و الآخر- ان يکون في موضع النصب لأنك اشعت النداء و لم تخص به، کما فعلت في الوجه الاول كقوله «يا حَسرَةً عَلَي العِبادِ»[2].
اخبر اللّه تعالي أنه حين ألقي أخوة يوسف يوسف في غيابة الجب جاءت سيارة، و هم جماعة مسافرون مارة فبعثوا واردهم، و هو ألذي يصير الي الماء ليستسقي منه «فَأَدلي دَلوَهُ» يعني أرسل دلوه ليملأ، يقال أدليت الدلو إذا أرسلتها لتملأ، و دلوتها إذا أخرجتها مملأة، و قيل انه لما أرسل الدلو تعلق بها يوسف، فقال المدلي « يا بشراي» هذا غلام، في قول قتادة و السدي.
و قيل في معني (بشراي) قولان: