اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 5 صفحة : 67
الشيء و بيانه. و إنما قال «هذا بَصائِرُ» لأن المراد به القرآن، و قوله تعالي «و هدي» يعني بيان و حجة و رحمة لقوم يؤمنون، فأضافه اليهم لأنهم هم المنتفعون بها، دون غيرهم من الكفار، و ان کان بياناً للكل. و قال الجبائي قوله «هذا بَصائِرُ» إشارة إلي الادلة الدالة علي توحيده و صفاته و عدله و حكمته و صحة نبوة النبي و صحة ما أتي به النبي صلي الله عليه و آله.
امر اللّه تعالي المكلفين بأنه إذا قرئ القرآن ان يسمعوا له و يصغوا إليه ليفهموا معانيه و يعتبروا بمواعظه و ان ينصتوا لتلاوته و يتدبروه و لا يلغوا فيه ليرحمهم بذلك ربهم، و باعتبارهم به و اتعاضهم بمواعظه.
و اختلفوا في الوقت ألذي أمروا بالإنصات و الاستماع:
فقال قوم: أمروا حال كون المصلي في الصلاة خلف الامام ألذي يأتم به و هو يسمع قراءة الامام، فعليه أن ينصت و لا يقرأ و يتسمع لقراءته.
و منهم من قال: لأنهم كانوا يتكلمون في صلاتهم و يسلم بعضهم علي بعض، و إذا دخل داخل و هم في الصلاة قال لهم كم صليتم فيخبرونه و کان مباحاً فنسخ ذلک، ذهب اليه عبد اللّه بن مسعود، و أبو هريرة و الزهري و عطا و عبيد اللّه بن أبي عمير و مجاهد و قتادة و سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير و الضحاك و ابراهيم و عامر الشعبي و إبن عباس و إبن زيد، و اختاره الجبائي.
و قال قوم: هو امر بالإنصات للإمام إذا قرأ القرآن في خطبته. روي ذلک عن مجاهد. و قال قوم: هو امر بذلك في الصلاة و الخطبة. و روي ذلک عن مجاهد
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 5 صفحة : 67