responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 61

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 114]

قال‌َ عِيسَي‌ ابن‌ُ مَريَم‌َ اللّهُم‌َّ رَبَّنا أَنزِل‌ عَلَينا مائِدَةً مِن‌َ السَّماءِ تَكُون‌ُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آيَةً مِنك‌َ وَ ارزُقنا وَ أَنت‌َ خَيرُ الرّازِقِين‌َ (114)

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ عيسي‌ (ع‌) ‌أنه‌ سأل‌ ربه‌ ‌أن‌ ينزل‌ ‌عليه‌ مائدة ‌من‌ السماء تكون‌ عيداً ‌لهم‌ لأولهم‌ و آخرهم‌ ‌علي‌ ‌ما يقترحه‌ قومه‌. و رفع‌ (تكون‌) لأنه‌ صفة للمائدة ‌کما‌ ‌قال‌ «فَهَب‌ لِي‌ مِن‌ لَدُنك‌َ وَلِيًّا يَرِثُنِي‌»[2] ‌في‌ قراءة ‌من‌ رفعه‌ لأنه‌ جعله‌ صفة. و ‌فيه‌ محذوف‌، لأن‌ تقديره‌ عيداً لنا و لأولنا و آخرنا لتصح‌ الفائدة ‌في‌ تكرير اللام‌ ‌في‌ أولنا و آخرنا، و ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ نتخذ اليوم‌ ‌ألذي‌ تنزل‌ ‌فيه‌ عيداً نعظمه‌ نحن‌ و ‌من‌ يأتي‌ بعدنا‌-‌ ‌في‌ قول‌ السدي‌ و قتادة و ‌إبن‌ جريج‌-‌ و ‌هو‌ قول‌ أبي علي‌.

الثاني‌-‌ ‌يکون‌ ‌ذلک‌ عائدة فضل‌ ‌من‌ اللّه‌ و نعمة ‌منه‌ ‌تعالي‌. و الاول‌ ‌هو‌ وجه‌ الكلام‌. و ‌قيل‌: إنها نزلت‌ يوم الأحد. و ‌قوله‌ «و آية منك‌» فالآية ‌هي‌ الدلالة العظيمة الشأن‌ ‌في‌ إزعاج‌ قلوب‌ العباد ‌الي‌ الإقرار بمدلولها، و الاعتراف‌ بالحق‌ ‌ألذي‌ يشهد ‌به‌ ظاهرها، فهي‌ دلالة ‌علي‌ توحيدك‌ و صحة نبوة نبيك‌. و ‌قيل‌ ‌في‌ طعام‌ المائدة ثلاثة أقوال‌:

أولها‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و ‌أبو‌ ‌عبد‌ الرحمن‌:

‌هو‌ خبز و سمك‌، و ‌هو‌ المروي‌ ‌عن‌ أبي جعفر و أبي ‌عبد‌ اللّه‌ (ع‌)

‌قال‌ عطية كانوا يجدون‌ ‌في‌ السمك‌ طيب‌ ‌کل‌ طعام‌.


[2] ‌سورة‌ 19 مريم‌ آية 4‌-‌ 5
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست