responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 58

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌ اذكر نعمتي‌ عليك‌ إذ أوحيت‌ ‌الي‌ الحواريين‌ ‌الّذين‌ ‌هم‌ أنصارك‌.

الثاني‌-‌ اذكر نعمتي‌ ‌علي‌ الحواريين‌ ‌لما‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ العلم‌ بنعم‌ اللّه‌ خاصة و عامة. و انما حسن‌ الحذف‌ ‌في‌ التذكير بالنعمة للشهرة و عظم‌ المنزلة باجلال‌ النعمة و لذلك‌ يحسن‌ الحذف‌ ‌في‌ الافتخار كقول‌ الأعشي‌:

‌إن‌ محلا و ‌ان‌ مرتحلا        و ‌إن‌ ‌في‌ السفر إذ مضوا مهلا[3]

‌ أي ‌ لنا محلا. و (الحواريون‌) ‌قال‌ الحسن‌ ‌هم‌ أنصار عيسي‌. و ‌قيل‌:

‌هم‌ وزراؤه‌ ‌علي‌ أمره‌. و ‌قيل‌: ‌هم‌ خاصة الرجل‌ و خلصائه‌. و ‌منه‌

قول‌ النبي‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌ للزبير ‌أنه‌ حواري‌

، و معناه‌ خالصتي‌ ‌من‌ ‌النّاس‌، و الرفيق‌ الحواري‌، لأنه‌ أخلص‌ اليه‌ ‌من‌ ‌کل‌ ‌ما يشوبه‌، و أصله‌ الخلوص‌، و ‌منه‌ حار يحور ‌ أي ‌ رجع‌ ‌الي‌ حال‌ الخلوص‌، ‌ثم‌ كثر ‌حتي‌ ‌قيل‌ صار لكل‌ راجع‌ و ‌قيل‌:

انهم‌ كانوا قصارين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 112]

إِذ قال‌َ الحَوارِيُّون‌َ يا عِيسَي‌ ابن‌َ مَريَم‌َ هَل‌ يَستَطِيع‌ُ رَبُّك‌َ أَن‌ يُنَزِّل‌َ عَلَينا مائِدَةً مِن‌َ السَّماءِ قال‌َ اتَّقُوا اللّه‌َ إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ (112)

آية بلا خلاف‌.

قرأ الكسائي‌ و الأعشي‌ ‌إلا‌ النفار «هل‌ تستطيع‌» بالتاء «ربك‌» بنصب‌ الباء. الباقون‌ بالياء و ضم‌ الباء. و أدغم‌ الكسائي‌ اللام‌ ‌في‌ التاء.

‌قيل‌ ‌في‌ العامل‌ ‌في‌ (إذ) قولان‌: أحدهما‌-‌ أوحيت‌. الثاني‌-‌ اذكر إذ ‌قال‌ الحواريون‌. و كلاهما يحتمل‌.

و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ ‌قوله‌ «هَل‌ يَستَطِيع‌ُ رَبُّك‌َ» ثلاثة أقوال‌:


[3] ديوانه‌ القصيدة: 35 صفحة 155.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست