أحدهما- قال أبو علي اذكر نعمتي عليك إذ أوحيت الي الحواريين الّذين هم أنصارك.
الثاني- اذكر نعمتي علي الحواريين لما في ذلک من العلم بنعم اللّه خاصة و عامة. و انما حسن الحذف في التذكير بالنعمة للشهرة و عظم المنزلة باجلال النعمة و لذلك يحسن الحذف في الافتخار كقول الأعشي:
إن محلا و ان مرتحلا و إن في السفر إذ مضوا مهلا[3]
أي لنا محلا. و (الحواريون) قال الحسن هم أنصار عيسي. و قيل:
هم وزراؤه علي أمره. و قيل: هم خاصة الرجل و خلصائه. و منه
قول النبي صلي اللّه عليه و آله للزبير أنه حواري
، و معناه خالصتي من النّاس، و الرفيق الحواري، لأنه أخلص اليه من کل ما يشوبه، و أصله الخلوص، و منه حار يحور أي رجع الي حال الخلوص، ثم كثر حتي قيل صار لكل راجع و قيل:
انهم كانوا قصارين.
إِذ قالَ الحَوارِيُّونَ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ هَل يَستَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ (112)
آية بلا خلاف.
قرأ الكسائي و الأعشي إلا النفار «هل تستطيع» بالتاء «ربك» بنصب الباء. الباقون بالياء و ضم الباء. و أدغم الكسائي اللام في التاء.
قيل في العامل في (إذ) قولان: أحدهما- أوحيت. الثاني- اذكر إذ قال الحواريون. و كلاهما يحتمل.
و قيل في معني قوله «هَل يَستَطِيعُ رَبُّكَ» ثلاثة أقوال: