responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 547

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 150]

وَ لَمّا رَجَع‌َ مُوسي‌ إِلي‌ قَومِه‌ِ غَضبان‌َ أَسِفاً قال‌َ بِئسَما خَلَفتُمُونِي‌ مِن‌ بَعدِي‌ أَ عَجِلتُم‌ أَمرَ رَبِّكُم‌ وَ أَلقَي‌ الأَلواح‌َ وَ أَخَذَ بِرَأس‌ِ أَخِيه‌ِ يَجُرُّه‌ُ إِلَيه‌ِ قال‌َ ابن‌َ أُم‌َّ إِن‌َّ القَوم‌َ استَضعَفُونِي‌ وَ كادُوا يَقتُلُونَنِي‌ فَلا تُشمِت‌ بِي‌َ الأَعداءَ وَ لا تَجعَلنِي‌ مَع‌َ القَوم‌ِ الظّالِمِين‌َ (150)

آية بلا خلاف‌.

قرأ حمزة و الكسائي‌ و ‌أبو‌ بكر و ‌إبن‌ عامر «‌إبن‌ أم‌» بكسر الميم‌.

الباقون‌ بالفتح‌ و القراء كلهم‌ ‌علي‌ «تُشمِت‌» بضم‌ التاء. و قرأ حميد الأعرج‌، و مجاهد «‌لا‌ تَشمت‌» بفتح‌ التاء. و اللغة الفصيحة بضم‌ التاء ‌من‌ (أشمت‌) و ‌قد‌ ذكر: شمت‌ يَشمت‌، و أشمت‌ يُشمت‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌أن‌ موسي‌ حين‌ رجع‌ ‌من‌ مناجاة ربه‌ رجع‌ غضبان‌ آسفاً، ‌لما‌ رأي‌ ‌من‌ عكوف‌ قومه‌ ‌علي‌ عبادة العجل‌. و الغضب‌ معني‌ يدعو ‌الي‌ الانتقام‌ ‌علي‌ ‌ما سلف‌ و ‌هو‌ يضادُّ الرضا، يقال‌: غضب‌ غضباً و أغضبه‌ إغضاباً و غاضبه‌ مغاضبة و تغضب‌ تغضباً، و الأسف‌ الغضب‌ ‌ألذي‌ ‌فيه‌ تأسف‌ ‌علي‌ فوت‌ ‌ما سلف‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: أسفاً يعني‌ حزيناً، و ‌قال‌ ‌أبو‌ الدرداء:

معناه‌ شديد الغضب‌ بدلالة ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «فَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا»[1] و معناه‌ أغضبونا كغضب‌ المتحسر ‌في‌ الشدة، و ‌هو‌ مجاز ‌في‌ الصفة.

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «بِئسَما خَلَفتُمُونِي‌ مِن‌ بَعدِي‌» معناه‌ بئس‌ ‌ما عملتم‌ خلفي‌، يقال‌: خلفه‌ ‌بما‌ يكره‌ و خلفه‌ ‌بما‌ يحب‌ ‌إذا‌ عمل‌ خلفه‌ ‌ذلک‌ العمل‌ يقال‌: خلف‌ خلفاً، و أخلف‌ إخلافاً، و خالفة مخالفة، و اختلف‌ اختلافاً، و استخلف‌ استخلافاً


[1] ‌سورة‌ 43 الزخرف‌ آية 55.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست