responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 530

موسي‌ و هارون‌، و هما رجلان‌ منكم‌، و ‌من‌ إهلاك‌ عدوكم‌ بالتغريق‌ ‌في‌ البحر، و نجاتكم‌. و ‌کل‌ ‌ذلک‌ بمرأي‌ و مستمع‌ منكم‌. و الفرق‌ ‌بين‌ التعظيم‌ و التفضيل‌ ‌أن‌ التفضيل‌ يدل‌ ‌علي‌ فضل‌ ‌في‌ النفس‌، و ‌هو‌ زيادة ‌علي‌ غيره‌، و ليس‌ كذلك‌ التعظيم‌، و لذلك‌ جاز وصف‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ بالتعظيم‌ و ‌لم‌ يجز بالتفضيل‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 141]

وَ إِذ أَنجَيناكُم‌ مِن‌ آل‌ِ فِرعَون‌َ يَسُومُونَكُم‌ سُوءَ العَذاب‌ِ يُقَتِّلُون‌َ أَبناءَكُم‌ وَ يَستَحيُون‌َ نِساءَكُم‌ وَ فِي‌ ذلِكُم‌ بَلاءٌ مِن‌ رَبِّكُم‌ عَظِيم‌ٌ (141)

آية.

قرأ ‌إبن‌ عامر (نجيناكم‌) ‌علي‌ لفظ الماضي‌. الباقون‌ «أنجيناكم‌» و قرأ نافع‌ وحده‌ «يَقتلون‌» بالتخفيف‌. الباقون‌ بالتشديد. ‌من‌ شدد أراد التكثير. و ‌من‌ خفف‌، فلأنه‌ يحتمل‌ القلة و الكثرة.

و ‌قد‌ مضي‌ تفسير مثل‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌في‌ ‌سورة‌ البقرة[1] ‌فلا‌ وجه‌ للتطويل‌ بتفسيرها، و إنما نذكر جملها، فنقول‌: ‌هذا‌ خطاب‌ لبقية بني‌ إسرائيل‌ ‌الّذين‌ كانوا ‌في‌ زمن‌ النبي‌ (ص‌) ‌فقال‌ ‌لهم‌ ‌علي‌ وجه‌ الامتنان‌ ‌عليهم‌ ‌بما‌ أنعم‌ ‌علي‌ آبائهم‌ و أسلافهم‌ و اذكروا «إِذ أَنجَيناكُم‌» ‌من‌ آل‌ فرعون‌ بمعني‌ خلصناكم‌ لأن‌ النجاة الخلاص‌ مما يخاف‌ ‌الي‌ رفعة ‌من‌ الحال‌، و أصله‌ الارتفاع‌، فمنه‌ النجا ‌ أي ‌ الارتفاع‌ ‌في‌ السير، و ‌منه‌ ‌قوله‌ «نُنَجِّيك‌َ بِبَدَنِك‌َ»[2] ‌ أي ‌ نلقيك‌ ‌علي‌ نجوة ‌من‌ ‌الإرض‌، و النجو كناية ‌عن‌ الحدث‌، لأنه‌ ‌کان‌ يلقي‌ بارتفاع‌ ‌من‌ ‌الإرض‌ للابعاد ‌به‌، و ‌قد‌ ‌کان‌ أيضاً يطلب‌ ‌به‌ الانخفاض‌ للابعاد ‌به‌.

و الفرق‌ ‌بين‌ (أنجيناكم‌) و ‌بين‌ (نجيناكم‌) ‌أن‌ ألف‌ (أنجيناكم‌) للتعدية


[1] ‌في‌ تفسير آية 49‌-‌ 50 ‌من‌ ‌سورة‌ 2 البقرة، المجلد الأول‌ ص‌ 217‌-‌ 231.
[2] ‌سورة‌ 10 يونس‌ آية 92.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست