الورثة في معني المنكر فوجبت عليهما اليمين من حيث صارا مدعيين.
و قوله «أَو يَخافُوا أَن تُرَدَّ أَيمانٌ بَعدَ أَيمانِهِم» يعني أهل الذمة يخافوا أن ترد أيمان علي أولياء الميت فيحلفوا علي خيانتهم فيفتضحوا و يغرموا و ينكشف بذلك للناس بطلان شهادتهم و يسترد منهم ما أخذوه بغير حق، حينئذ يؤدوا الشهادة علي وجهها و يحذروا من الكذب.
و قوله «وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اسمَعُوا» يعني اجتنبوا معاصيه و احذروا ان تحلفوا ايمانا كاذبة أو تخونوا أمانة و اسمعوا مواعظ اللّه «وَ اللّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقِينَ» يعني لا يهدي الفاسقين- الّذين خرجوا من طاعة اللّه الي معصيته- الي الجنة. و قيل ان معني «لا يَهدِي» لا يحكم للفاسقين بأنهم مهتدين و لا يجري عليهم مثل هذه الصفة لأنها صفة مدح.
يَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم قالُوا لا عِلمَ لَنا إِنَّكَ أَنتَ عَلاّمُ الغُيُوبِ (109)
آية واحدة.
في ما ينتصب به قوله «يوم»! قيل فيه ثلاثة أقوال:
أحدها- انه انتصب بمحذوف تقديره احذروا «يَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ» الثاني- اذكروا يوم يجمع اللّه.
الثالث- قال الزجاج: ينتصب بقوله «اتَّقُوا اللّهَ». و قال المغربي:
يتعلق بقوله «لا يَهدِي القَومَ الفاسِقِينَ» الي الجنة «يَومَ يَجمَعُ اللّهُ» و لا يجوز أن ينتصب علي الظرف بهذا الفعل، لأنهم لم يؤمروا بالتقوي في ذلک اليوم، لكن انتصب علي انه مفعول به. و اليوم لا يتقي و لا يحذر، و انما يتقي ما يکون فيه من العقاب و المحاسبة و المناقشة كأنه قال اتقوا عقاب يوم، و حذف المضاف و اقام المضاف اليه مقامه.