responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 514

عما يؤدي‌ ‌الي‌ ترك‌ الحق‌ ‌مع‌ تجرع‌ مرارة ‌ذلک‌ الحبس‌ و نقيضه‌ الجزع‌ ‌قال‌ الشاعر:

فان‌ تصبرا فالصبر خير مغبة        و ‌ان‌ تجزعا فالأمر ‌ما تريان‌[1]

و ‌قوله‌ «إِن‌َّ الأَرض‌َ لِلّه‌ِ يُورِثُها مَن‌ يَشاءُ مِن‌ عِبادِه‌ِ» اخبار عما ‌قال‌ موسي‌ لقومه‌ ‌من‌ ‌أن‌ ‌الإرض‌ كلها ملك‌ للّه‌ يورثها ‌من‌ يشاء ‌من‌ عباده‌، و الإرث‌ جعل‌ الشي‌ء للخلف‌ ‌بعد‌ السلف‌، و الأغلب‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ الأموال‌، و ‌قد‌ يستعمل‌ ‌في‌ غيرها مجازا كقولهم‌: العلماء ورثة الأنبياء، و قولهم‌ ‌ما ورث‌ والد ولدا أجل‌ُّ ‌من‌ ادب‌ حسن‌.

و معني‌ «يُورِثُها مَن‌ يَشاءُ مِن‌ عِبادِه‌ِ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ التسلية ‌لهم‌ بأنها ‌لا‌ تبقي‌ ‌علي‌ أحد لأنها تنقل‌ ‌من‌ قوم‌ ‌الي‌ قوم‌ اما محنة ‌او‌ عقوبة.

الثاني‌-‌ الاطماع‌ ‌في‌ ‌ان‌ يورثهم‌ اللّه‌ ارض‌ فرعون‌ و قومه‌.

و المشيئة ‌هي‌ الارادة و ‌هي‌ ‌ما أثرت‌ ‌في‌ وقوع‌ الفعل‌ ‌علي‌ وجه‌ دون‌ وجه‌ ‌من‌ حسن‌ ‌أو‌ قبح‌ ‌او‌ غيرهما ‌من‌ الوجوه‌.

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «وَ العاقِبَةُ لِلمُتَّقِين‌َ» فالعاقبة ‌ما تؤدي‌ اليه‌ التأدية ‌من‌ خير ‌او‌ شر الا انه‌ ‌إذا‌ ‌قيل‌: العاقبة ‌له‌ فهو ‌في‌ الخير، فإذا ‌قيل‌: العاقبة ‌عليه‌ فهو ‌في‌ الشر مثل‌ الدائرة ‌له‌ و ‌عليه‌ و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: ‌لما‌ آمنت‌ السحرة اتبع‌ موسي‌ ستمائة ألف‌ ‌من‌ بني‌ إسرائيل‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 129]

قالُوا أُوذِينا مِن‌ قَبل‌ِ أَن‌ تَأتِيَنا وَ مِن‌ بَعدِ ما جِئتَنا قال‌َ عَسي‌ رَبُّكُم‌ أَن‌ يُهلِك‌َ عَدُوَّكُم‌ وَ يَستَخلِفَكُم‌ فِي‌ الأَرض‌ِ فَيَنظُرَ كَيف‌َ تَعمَلُون‌َ (129)

آية بلا خلاف‌.


[1] مر ‌في‌ 1/ 202.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست