responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 510

‌عن‌ ركوب‌ بعضه‌ بعضاً.

و (التقطيع‌ ‌من‌ خلاف‌) ‌هو‌ قطع‌ اليد اليمني‌ ‌مع‌ الرجل‌ اليسري‌، و ‌هو‌ قول‌ الحسن‌، و ‌قال‌ غيره‌: و كذلك‌ ‌يکون‌ قطع‌ اليد اليسري‌ ‌مع‌ الرجل‌ اليمني‌.

و ‌قوله‌ «ثُم‌َّ لَأُصَلِّبَنَّكُم‌ أَجمَعِين‌َ» القراء كلهم‌ ‌علي‌ ضم‌ الهمزة، و تشديد اللام‌ ‌من‌ (أصلبكم‌) و ذكر الفراء «و لأصلبنكم‌» بفتح‌ الهمزة و كسر اللام‌ ‌من‌ الصلب‌، و ‌هو‌ الشد ‌علي‌ الخشبة ‌أو‌ ‌ما جري‌ مجراها ‌من‌ الاشخاص‌ البارزة، و ‌هو‌ مشتق‌ ‌من‌ صلابة الشد، يقال‌: صلب‌ صلابة و صلبه‌ تصليباً و تصلب‌ تصلباً.

و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: أول‌ ‌من‌ صلب‌ و قطع‌ الايدي‌ و الأرجل‌ ‌من‌ خلاف‌ فرعون‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 125]

قالُوا إِنّا إِلي‌ رَبِّنا مُنقَلِبُون‌َ (125)

آية إجماعاً.

و ‌هذا‌ إخبار ‌عن‌ جواب‌ السحرة حين‌ آمنوا، و توعد فرعون‌ إياهم‌ بقطع‌ الأيدي‌ و الأرجل‌ و الصلب‌ بأنهم‌ «قالُوا إِنّا إِلي‌ رَبِّنا مُنقَلِبُون‌َ» ‌ أي ‌ راجعون‌ و غرضهم‌ بهذا التسلي‌ ‌في‌ الصبر ‌علي‌ الشدة، ‌لما‌ ‌عليه‌ ‌من‌ المثوبة، ‌مع‌ مقابلة وعيده‌ بوعيد ‌هو‌ أشد ‌عليه‌ ‌هو‌ عقاب‌ اللّه‌.

و أصل‌ (إنَّا) إننا و حذفت‌ احدي‌ النونين‌ لكثرة النونات‌، فإذا ‌قيل‌ إننا، فلأنه‌ الأصل‌ و ‌إذا‌ ‌قيل‌ (إنا) فللاستخفاف‌ ‌مع‌ كراهة التضعيف‌، و الانقلاب‌ ‌الي‌ اللّه‌ ‌هو‌ الانقلاب‌ ‌الي‌ جزائه‌ و المصير اليه‌، ‌إلا‌ ‌أنه‌ فخم‌ بالاضافة ‌الي‌ اللّه‌ لعظم‌ شأنه‌، و الانقلاب‌ مصير الشي‌ء ‌علي‌ نقيض‌ ‌ما ‌کان‌ ‌عليه‌ مما يتغير ‌به‌، و ‌إذا‌ صار ‌الي‌ الآخرة ‌بعد‌ الدنيا فانقلب‌ اليها، و ‌إذا‌ ‌کان‌ ‌علي‌ خلق‌ فتركه‌ ألي‌ ضده‌ فقد انقلب‌ اليه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 126]

وَ ما تَنقِم‌ُ مِنّا إِلاّ أَن‌ آمَنّا بِآيات‌ِ رَبِّنا لَمّا جاءَتنا رَبَّنا أَفرِغ‌ عَلَينا صَبراً وَ تَوَفَّنا مُسلِمِين‌َ (126)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست