الشعر ألذي أنشده الفراء لا يعرف، و لا وجه له، و إنما لم يلين أبو عمرو الهمزة الساكنة علي أصله في تخفيف الهمزة لأن سكونه علامة للجزم، فلا يترك همزه، لأن التسكين عارض و كذلك «مؤصدة» لا يترك همزه، لأنه يخرج من لغة الي لغة.
و الأخ هو من النسب بولادة الأدني من أب أو أم أو منهما و يقال الأخ الشقيق و يسمي الصديق الأخ تشبيهاً بالنسيب فأما الموافق في الدين فانه أخ بحكم اللّه في قوله «إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ»[4].
و معني الآية أن قوم فرعون أشاروا عليه بأن يؤخِّر موسي و أخاه الي أن يرسل في بلاد مملكته حاشرين، و قال إبن عباس: هو الشرط، و قال مجاهد و السدي: يحشرون من يعلمونه من السحرة و العالمين بالسحر ليقابل بينهم و بين موسي جهلًا منهم بأن ذلک ليس بسحر، و مثله في عظم الاعجاز لا تتم فيه الحيلة، لأن السحر هو کل أمر يوهموه علي من يراه، و لا حقيقة له، و إنما يشتبه ذلک علي الجهال و الأغبياء دون العقلاء المحصلين.
و قوله «يَأتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ» (يأتوك) جزم، لأنه جواب الأمر، و المعني إن ترسل يأتوك، و حجة من قال «ساحر» قوله «ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ»[1] و الفاعل من السحر ساحر، و يقوِّيه قوله «فَأُلقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ»[2] و السحرة جمع ساحر، و لأنه قال «سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِ»[3] و اسم الفاعل ساحر، و من قرأ «سحَّار» فلأنه وصف ب (عليم)، و وصفه به يدل علي تناهيه فيه و حذقه، فحسن لذلك أن يذكر بالاسم الدال علي المبالغة.
و الإتيان هو الانتقال الي مطلوب، و مثله المجيء أتي يأتي إتياناً و أتيَ يؤتي إيتاء إذا أعطي، و إنما دخلت (کل) و هي للعموم علي واحد، لأنه في معني الجمع، كأنه قال بكل السحرة إذا أفردوا ساحراً ساحراً. و الفرق بينه و بين