و قوله «فَما ذا تَأمُرُونَ» موضع (ما) يحتمل أن يکون رفعاً، و يکون المعني فما ألذي تأمرون، و يجوز أن يکون نصباً بمعني فبأي شيء تأمرون، و يجعل (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، و في الجواب يتبيَّن الاعراب، و يحتمل أن يکون قوله «فَما ذا تَأمُرُونَ» من كلام الملأ بتقدير أن يکون قال بعضهم لبعض: ما ذا تأمرون، و يحتمل أن يكونوا قالوا ذلک لفرعون علي خطاب الملوك، و يحتمل أن يکون من كلام فرعون و التقدير قال فرعون:
فما ذا تأمرون خطاباً لقومه، فعلي هذا تقول قلت لجاريتك قومي أنا قائمة، و تقديره قالت: أنا قائمة، و هو قول الفراء و أبي علي الجبائي، و أنشد الفراء قول عنترة، و زعم أن فيه معني الحكاية:
الشاتمي عرضي و لم أشتمهما و الناذرين إذا لقيتهما دمي[1]