responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 437

‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ إخبار عما أجابهم‌ ‌به‌ نوح‌ (ع‌) و ‌قال‌ ‌لهم‌ «لَيس‌َ بِي‌ ضَلالَةٌ» ‌ أي ‌ ليس‌ بي‌ عدول‌ ‌عن‌ الحق‌، و يقال‌،: ‌به‌ ضلالة لأن‌ ‌فيه‌ معني‌ عرض‌ ‌به‌ ‌کما‌ يقال‌ ‌به‌ جنة، و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يقال‌: ‌به‌ معرفة، لأنها ليست‌ مما تعرض‌ بصاحبها، و لكن‌ يصح‌ ‌أن‌ يقال‌: ‌به‌ جوع‌، و ‌به‌ عطش‌، لأنه‌ عارض‌ ‌به‌.

‌قوله‌ «‌ يا ‌ قوم‌» أصله‌ ‌ يا ‌ قومي‌، فحذفت‌ ياء الاضافة لقوة النداء ‌علي‌ التغيير، ‌حتي‌ يحذف‌ للترخيم‌، فلما جاز ‌أن‌ يحذف‌ ‌في‌ غيره‌ للاجتزاء بالكسرة منها، لزم‌ ‌أن‌ يحذف‌ ‌فيه‌ لاجتماع‌ السببين‌ ‌فيه‌.

و ‌قوله‌ «وَ لكِنِّي‌ رَسُول‌ٌ مِن‌ رَب‌ِّ العالَمِين‌َ» معني‌ (لكن‌) و الاستدراك‌ الخفيفة يستدرك‌ بها معني‌ المفرد. و المشددة يستدرك‌ بها معني‌ الجملة، فلذلك‌ صارت‌ ‌من‌ أخوات‌ (إن‌َّ). «و لكني‌» أصله‌ (و لكنني‌) و حذفت‌ النون‌ لاجتماع‌ النونات‌، و يجوز الإتمام‌، لأنه‌ الأصل‌، و كذلك‌ (اني‌، و كأني‌) فأما (ليتني‌) ‌فلا‌ يجوز ‌فيه‌ الا اثبات‌ النون‌، لأنه‌ ‌لم‌ يعرض‌ ‌فيه‌ علة الحذف‌. و اما (لعلي‌) فيجوز ‌فيه‌ الوجهان‌، لأن‌ اللام‌ قريبة ‌من‌ النون‌.

و معني‌ (‌من‌)‌-‌ هاهنا‌-‌ لابتداء الغاية، و معناه‌ ‌أن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌هو‌ ‌ألذي‌ ابتدأني‌ بالرسالة، و ‌کل‌ مبتدئ‌ بفعل‌ فذلك‌ الفعل‌ ‌منه‌. و أصل‌ (‌من‌) موضع‌ ابتداء الغاية كقولك‌: خرجت‌ ‌من‌ بغداد ‌الي‌ الكوفة ‌ أي ‌ ابتداء خروجي‌ ‌من‌ بغداد.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 62]

أُبَلِّغُكُم‌ رِسالات‌ِ رَبِّي‌ وَ أَنصَح‌ُ لَكُم‌ وَ أَعلَم‌ُ مِن‌َ اللّه‌ِ ما لا تَعلَمُون‌َ (62)

آية بلا خلاف‌.

قرأ ‌أبو‌ عمرو وحده‌ «أبلغكم‌» مخففة اللام‌. الباقون‌ بتشديدها.

و (بلغ‌) فعل‌ يتعدي‌ ‌الي‌ مفعول‌ واحد تقول‌: بلغني‌ خبركم‌، و بلغت‌ أرضكم‌، فإذا نقلته‌ تعدي‌ ‌الي‌ مفعولين‌. و النقل‌ ‌يکون‌ تارة بالهمزة و أخري‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست