اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 434
کان معني الآية بوجه في الدلالات المختلفة كانت الآية متصرفة، فالنشأة الثانية مصرَّفة بأنها كإحياء الإرض بالماء للبنات، و بأنها كالخارج من الإرض في الاختلاف، فمنه طيب، و منه خبيث، و بأنها في حال المؤمن و الكافر، كحال الإرض في الطيب و الخبث. و المعني أنه تعالي يبين لهم آية بعد آية، و حجة بعد أخري، و يضرب مثلا بعد مثل «لِقَومٍ يَشكُرُونَ» اللّه علي إنعامه عليهم هدايته إياهم لما فيه نجاتهم و تبصيرهم سبيل أهل الضلال و أمره إياهم تجنب ذلک و العدول عنه.
قرأ أبو جعفر و الكسائي «من إله غيره»- بخفض الراء و كسر الهاء و وصلها- بناء في اللفظ حيث وقع. الباقون بضم الراء و ضم الهاء و إشباعها بالواو، قال الكسائي تقديره ما لكم غيره من إله. في قراءة نافع.
قال أبو علي الفارسي: من جرَّ جعل (غير) صفة ل (إله) علي اللفظ و جعل (لكم) مستقراً أو غير مستقر، و أضمر الخبر، و الخبر ما لكم في الوجود أو في العالم و نحو ذلک لا بد من هذا الإضمار إذا لم يجعل (لكم) مستقراً، لأن الصفة. و الموصوف لا يستقل بهما الكلام.