و قوله «فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ» فالثقل عبارة عن الاعتماد اللازم سفلا و نقيضه الخفة، و هي اعتماد لازم علواً، و مثلت الاعمال بهما لما ذكر من المقارنة. و المعني ان من كانت طاعاته أكثر، فهو من الفائزين بثواب اللّه.
و من قلت طاعاته «فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم» بأن استحقوا عذاب الأبد جزاء علي ما كانوا يظلمون أنفسهم بجحود آياتنا و حجتنا.
و قوله «موازينه» فالموازين جمع ميزان، و أصله من الواو، و قلبت ياء لسكونها و انكسار ما قبلها. و لم يقلب في (خوان) لتحركها و أنها لم تجر علي فعل لها. و الخسران ذهاب رأس المال، و من أعظم رأس المال النفس، فإذا أهلك نفسه بسوء عمله، فقد خسر نفسه. و ظلمهم بآيات اللّه مثل كفرهم بها و جحدهم إياها.
روي خارجة عن نافع همز (معايش) و روي ذلک عن الأعمش، و عبد الرحمن الأعرج. الباقون غير مهموز.
و عند جميع النحويين أن (معايش) لا يهمز، و متي همز کان لحنا، لان الياء فيها اصلية، لأنه من عاش يعيش، و لم يعرض فيها علة کما عرض في (أوائل) و هي في (مدينة) زائدة علة لا تدخلها الحركة کما لا تدخل الالف، و مثله (مسألة، و مسائل، و منارة و منائر، و مقام و مقاوم) قال الشاعر:
و اني لقوام مقاوم لم يكن جرير و لا مولي جرير يقومها