اخبر اللّه تعالي انه ألذي جعل الخلق خلائف الإرض، و معناه ان کل اهل عصر يخلفون اهل العصر ألذي قبله كلما مضي واحد خلفه آخر علي انتظام و اتساق و ذلک يدل علي مدبر أجراه علي هذه الصفة قال الشماخ:
تصيبهم و تخطيني المنايا و أخلف في ربوع عن ربوع[3]
و واحد الخلائف خليفة، مثل صحيفة و صحائف، و سفينة و سفائن، و وصيفة و وصائف، هذا قول الحسن و السدي. و قال قوم: معناه انه جعلهم خلفاء الجان قبل آدم. و قال آخرون معناه و المراد به أمة نبينا (ص) لان اللّه جعلهم خلفاء سائر الأمم.
و الحال في أضدادها ربما کان دعته الي طاعته رهبة منها و من أمثالها و رجاء أن ينقل عنها الي حال جليلة يغتبط عليها. و قال السدي: رفع بعضهم فوق
[3] ديوانه 58 و اللسان (ربع) و تفسير الطبري 12/ 288.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 338