responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 290

و الواجب‌ تحريمها عقلا ‌حتي‌ يرد سمع‌ ‌با‌ باحته‌، لأنهم‌ حرموا ‌ذلک‌ ‌علي‌ وجه‌ الكذب‌ ‌علي‌ اللّه‌، و انه‌ أوجب‌ ‌ذلک‌ ‌إذا‌ كانت‌ ‌علي‌ صفة مخصوصة. و انما أعيبوا بأكلها ‌بعد‌ ذبحها، و ‌هي‌ حينئذ تجري‌ مجري‌ الميتة، و ‌ذلک‌ ‌لا‌ يعلم‌ تحريمه‌ عقلا، لأنهم‌ ادعوا انه‌ ‌علي‌ وجه‌ التذكية افتراء ‌علي‌ اللّه‌، فقصدوا ‌به‌ ‌هذا‌ القصد، و لذلك‌ أعيبوا بتملكها و ‌ان‌ كانوا سبقوا أليها، و انما وجب‌ تحريم‌ الانتفاع‌ باستهلال‌ الانعام‌، لان‌ الإيلام‌ ‌لا‌ يحسن‌ الا ‌مع‌ تضمن‌ العوض‌ الموافي‌ ‌عليه‌، و ‌ذلک‌ مفتقر ‌الي‌ السمع‌.

و ‌قوله‌ «افتراء» يعني‌ كذبا، و ‌في‌ نصبه‌ قولان‌: أحدهما‌-‌ قالوا:

افتراء ‌علي‌ اللّه‌، الثاني‌-‌ ‌لا‌ يذكرون‌ اسم‌ اللّه‌ افتراء ‌علي‌ اللّه‌، كأنه‌ ‌قيل‌: افتروا بتركهم‌ التسمية ‌ألذي‌ أضافوه‌ ‌الي‌ اللّه‌ افتراء ‌عليه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 139]

وَ قالُوا ما فِي‌ بُطُون‌ِ هذِه‌ِ الأَنعام‌ِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّم‌ٌ عَلي‌ أَزواجِنا وَ إِن‌ يَكُن‌ مَيتَةً فَهُم‌ فِيه‌ِ شُرَكاءُ سَيَجزِيهِم‌ وَصفَهُم‌ إِنَّه‌ُ حَكِيم‌ٌ عَلِيم‌ٌ (139)

آية بلا خلاف‌.

قرأ ‌إبن‌ كثير «و ‌ان‌ يكن‌» بالياء «ميتة» رفع‌. و قرأ ‌إبن‌ عامر الا الداحوني‌ ‌عن‌ هشام‌، و ابو جعفر «تكن‌» بالتاء «ميتة» رفع‌. و قرأ ابو بكر ‌عن‌ عاصم‌ الا الكسائي‌ «يكن‌» باليا «ميتة» نصب‌. الباقون‌ بالتاء «ميتة» نصب‌. وجه‌ قراءة الأكثر ‌ان‌ يحمل‌ ‌علي‌ (‌ما) و تقديره‌ و ‌ان‌ يكن‌ ‌ما ‌في‌ بطون‌ الانعام‌ ميتة. و وجه‌ قراءة ‌إبن‌ عامر ‌ان‌ يضيف‌ الفعل‌ ‌الي‌ الميتة فيرتفع‌ الميتة ‌به‌، فلذلك‌ أنث‌ الفعل‌. و وجه‌ قراءة أبي بكر ‌ان‌ ‌ما ‌في‌ بطون‌ الانعام‌ مؤنث‌، لأنها ‌من‌ الانعام‌. و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ أراد ‌ان‌ تكون‌ الاجنة ميتة.

و وجه‌ قراءة ‌إبن‌ كثير ‌ان‌ يضيف‌ الفعل‌ ‌الي‌ الميتة، لكن‌ ‌لما‌ ‌لم‌ يكن‌ تأنيث‌ الميتة

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست