إن ألذي له العبادة و مستحقها هو اللّه ألذي فلق الحب، يعني شقه من کل ما ينبت عن النبات، فأخرج منه الزروع علي اختلافها، «و النوي» من کل ما يغرس مما له نواة فأخرج منه الشجر، و الحب هو جمع حبة، و النوي جمع نواة، و ذلک لا يقدر عليه إلا اللّه تعالي القادر بنفسه، لان القادر بقدرة لا يقدر علي شق ذلک الا بآلة، و لا يقدر علي إنبات شيء و إخراج شيء منهما، فعلم انه من فعل ذلک هو اللّه ألذي لا يشبه شيئا من الأجسام، و لا يشبهه شيء، القادر علي اختراع الأعيان بلا معاناة و لا مزاولة.
ثم أخبر أنه «يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ» لان اللّه تعالي يخلق الحي من النطفة، و هي موات، و يخلق النطفة، و هي موات من الحي، و هو قول الحسن و قتادة و إبن زيد و غيرهم. و قال الضحاك و إبن عباس: معني «فالِقُ الحَبِّ
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 208