responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 202

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 93]

وَ مَن‌ أَظلَم‌ُ مِمَّن‌ِ افتَري‌ عَلَي‌ اللّه‌ِ كَذِباً أَو قال‌َ أُوحِي‌َ إِلَي‌َّ وَ لَم‌ يُوح‌َ إِلَيه‌ِ شَي‌ءٌ وَ مَن‌ قال‌َ سَأُنزِل‌ُ مِثل‌َ ما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ وَ لَو تَري‌ إِذِ الظّالِمُون‌َ فِي‌ غَمَرات‌ِ المَوت‌ِ وَ المَلائِكَةُ باسِطُوا أَيدِيهِم‌ أَخرِجُوا أَنفُسَكُم‌ُ اليَوم‌َ تُجزَون‌َ عَذاب‌َ الهُون‌ِ بِما كُنتُم‌ تَقُولُون‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ غَيرَ الحَق‌ِّ وَ كُنتُم‌ عَن‌ آياتِه‌ِ تَستَكبِرُون‌َ (93)

آية بلا خلاف‌.

اختلفوا فيمن‌ نزلت‌ ‌فيه‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌فقال‌ اكثر المفسرين‌ ‌ان‌ ‌قوله‌ «وَ مَن‌ أَظلَم‌ُ مِمَّن‌ِ افتَري‌ عَلَي‌ اللّه‌ِ كَذِباً» نزلت‌ ‌في‌ مسيلمة الكذاب‌ حيث‌ ادعي‌ النبوة.

و ‌قال‌ انه‌ يوحي‌ اليه‌، و ‌ان‌ ‌قوله‌ «مَن‌ قال‌َ سَأُنزِل‌ُ مِثل‌َ ما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ» نزلت‌ ‌في‌ ‌عبد‌ اللّه‌ ‌بن‌ سعد ‌إبن‌ أبي سرح‌، فانه‌ ‌کان‌ يكتب‌ الوحي‌ للنبي‌ (ص‌) و ‌کان‌ ‌إذا‌ ‌قال‌ ‌له‌: اكتب‌ عليما حكيما، كتب‌ غفورا رحيما. و ‌إذا‌ ‌قال‌: اكتب‌ غفورا رحيما، كتب‌ حكيما، و ارتد و لحق‌ بمكة. و ‌قال‌ إني‌ انزل‌ مثل‌ ‌ما أنزل‌ اللّه‌، ذهب‌ اليه‌ عكرمة و ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و السدي‌ و الجبائي‌ و الفراء و الزجاج‌ و غيرهم‌.

و ‌قال‌ قوم‌:

نزلت‌ ‌في‌ مسيلمة خاصة.

و ‌قال‌ آخرون‌: نزلت‌ ‌في‌ ‌إبن‌ أبي سرح‌ خاصة و الاول‌ ‌هو‌ المروي‌ ‌عن‌ أبي جعفر (ع‌) .

و ‌قال‌ البلخي‌: ‌قوله‌ «وَ مَن‌ أَظلَم‌ُ مِمَّن‌ِ افتَري‌ عَلَي‌ اللّه‌ِ كَذِباً أَو قال‌َ أُوحِي‌َ إِلَي‌َّ» ‌هم‌ ‌الّذين‌ ادعوا النبوة بغير برهان‌ و كذبوا ‌علي‌ اللّه‌ «وَ مَن‌ قال‌َ سَأُنزِل‌ُ مِثل‌َ ما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ» ‌هم‌ ‌الّذين‌ قالوا «لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثل‌َ هذا إِن‌ هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوَّلِين‌َ»[1] فادعوا ‌بما‌ ‌لم‌ يفعلوا و اعرضوا و بذلوا الأنفس‌ و الأموال‌


[1] ‌سورة‌ 8 الانفال‌ آية 31
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست