و قال انه يوحي اليه، و ان قوله «مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ» نزلت في عبد اللّه بن سعد إبن أبي سرح، فانه کان يكتب الوحي للنبي (ص) و کان إذا قال له: اكتب عليما حكيما، كتب غفورا رحيما. و إذا قال: اكتب غفورا رحيما، كتب حكيما، و ارتد و لحق بمكة. و قال إني انزل مثل ما أنزل اللّه، ذهب اليه عكرمة و إبن عباس و مجاهد و السدي و الجبائي و الفراء و الزجاج و غيرهم.
و قال قوم:
نزلت في مسيلمة خاصة.
و قال آخرون: نزلت في إبن أبي سرح خاصة و الاول هو المروي عن أبي جعفر (ع) .
و قال البلخي: قوله «وَ مَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَو قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ» هم الّذين ادعوا النبوة بغير برهان و كذبوا علي اللّه «وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ» هم الّذين قالوا «لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذا إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ»[1] فادعوا بما لم يفعلوا و اعرضوا و بذلوا الأنفس و الأموال