responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 130

تكليف‌ البهائم‌ و الطيور و ‌هي‌ ‌غير‌ عاقلة. و التكليف‌ ‌لا‌ يصح‌ الا لعاقل‌، ‌علي‌ ‌ان‌ الصبيان‌ أعقل‌ ‌من‌ البهائم‌ و ‌مع‌ ‌هذا‌ فليسوا مكلفين‌، فكيف‌ يصح‌ تكليف‌ البهائم‌!؟ و اما ‌قوله‌: «وَ إِن‌ مِن‌ أُمَّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ»[1] فانه‌ مخصوص‌ بالمكلفين‌ العقلاء ‌من‌ البشر و الجن‌، و الملائكة بدلالة ‌أن‌ الأطفال‌ أمم‌ و ليس‌ ‌فيها‌ نذيره‌ و استدل‌ ابو القاسم‌ البلخي‌ بهذه‌ ‌الآية‌ ‌علي‌ ‌ان‌ العوض‌ دائم‌ بان‌ ‌قال‌:

بيَّن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ يحشر الحيوان‌ كلها و يعوضها، فلو ‌کان‌ العوض‌ منقطعا لكان‌ ‌إذا‌ أماتها استحقت‌ اعواضا أخر ‌علي‌ الموت‌ و ‌ذلک‌ يتسلسل‌، فدل‌ ‌علي‌ انه‌ دائم‌ و ‌هذا‌ ليس‌ بشي‌ء، لأنه‌ يجوز ‌ان‌ يميت‌ اللّه‌ الحيوان‌ ‌علي‌ وجه‌ ‌لا‌ يدخل‌ ‌عليهم‌ الألم‌، ‌فلا‌ يستحقون‌ عوضا ثانيا، فالاولي‌ ‌ان‌ يقول‌: ‌ان‌ دام‌ دام‌ تفضلا ‌منه‌ ‌تعالي‌.

و ‌قوله‌ «وَ لا طائِرٍ» فانه‌ جرَّ، عطف‌ ‌علي‌ دابة و تقديره‌ و ‌لا‌ ‌من‌ طائر، و ‌کان‌ يجوز ‌ان‌ يقرأ بالرفع‌ حملا ‌علي‌ المعني‌، ‌کما‌ تقول‌: ‌ما جاءني‌ ‌من‌ رجل‌ و ‌لا‌ امرأة، و تقديره‌ ‌ما جاءني‌ رجل‌ و ‌لا‌ امرأة و مثله‌ ‌قوله‌ «وَ لا أَصغَرَ مِن‌ ذلِك‌َ وَ لا أَكبَرَ»[2] ‌في‌ موضع‌ بالنصب‌ و ‌في‌ موضع‌ آخر بالرفع‌ ‌علي‌ ‌ما قلناه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 39]

وَ الَّذِين‌َ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُم‌ٌّ وَ بُكم‌ٌ فِي‌ الظُّلُمات‌ِ مَن‌ يَشَأِ اللّه‌ُ يُضلِله‌ُ وَ مَن‌ يَشَأ يَجعَله‌ُ عَلي‌ صِراطٍ مُستَقِيم‌ٍ (39)

آية بلا خلاف‌.

الوقف‌ التام‌ عند ‌قوله‌ «فِي‌ الظُّلُمات‌ِ». و ‌قوله‌ «صُم‌ٌّ وَ بُكم‌ٌ فِي‌ الظُّلُمات‌ِ» يحتمل‌ أمرين‌:

أحدهما‌-‌ ‌ان‌ يراد ‌ان‌ هؤلاء الكفار ‌الّذين‌ كذبوا بآيات‌ اللّه‌ صم‌ و بكم‌ ‌في‌ الظلمات‌ ‌في‌ الآخرة ‌علي‌ الحقيقة عقوبة ‌لهم‌ ‌علي‌ كفرهم‌، لأنه‌ ذكرهم‌ عند ذكر الحشر.


[1] ‌سورة‌ 35 فاطر آية 24
[2] ‌سورة‌ 10 يونس‌ آية 61 و ‌سورة‌ 34 سبأ آية 3
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست