responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 613

لايمانهم‌ و ‌إن‌ ‌لم‌ ‌يکون‌ حرف‌ نفي‌ لكنه‌ خرج‌ مخرج‌ الحجاج‌ ‌ألذي‌ يدل‌ ‌علي‌ نفي‌ الايمان‌. و انما معناه‌ تعليق‌ الثاني‌ بالأول‌ ‌في‌ ‌أنه‌ يجب‌ بوجوبه‌، فإذا ظهر ‌أن‌ الثاني‌ ‌لم‌ يجب‌ دل‌ ‌علي‌ ‌ان‌ الأول‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌قد‌ دخله‌ معني‌ النفي‌ ‌من‌ ‌هذه‌ الجهة.

فان‌ ‌قيل‌: ‌إذا‌ ‌کان‌ المؤمن‌ باللّه‌ ‌لا‌ يطلق‌ ‌عليه‌ اسم‌ مؤمن‌ ‌إلا‌ و ‌هو‌ مؤمن‌ بالنبي‌ و ‌بما‌ أنزل‌ اليه‌ فلم‌ ذكرا!.

قلنا للدلالة ‌علي‌ التفصيل‌ لان‌ تلك‌ الصفة و ‌ان‌ كانت‌ دالة فإنما تدل‌ ‌علي‌ طريق‌ الجملة و ‌قوله‌ «مَا اتَّخَذُوهُم‌ أَولِياءَ» يعني‌ هؤلاء ‌لو‌ كانوا مؤمنين‌ ‌علي‌ الحقيقة ‌لما‌ اتخذوا المشركين‌ أولياء و (‌ما) يجوز ‌أن‌ تكون‌ جواب‌ (‌لو‌) و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ تكون‌ جواب‌ (‌ان‌) لأن‌ حرف‌ الجزاء يعمل‌ فيما قبله‌ و (‌ما) لها صدر الكلام‌ ‌فلا‌ يعمل‌ ‌فيها‌. و ليس‌ كذلك‌ (‌لم‌) فلذلك‌ ‌لم‌ يجز ‌ان‌ آتيني‌ ‌ما ضرك‌ و يجوز ‌ان‌ آتيني‌ ‌لم‌ يضرك‌. لأنه‌ يجوز ‌أن‌ تقول‌ زيدا ‌لم‌ أضرب‌ و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ تقول‌ زيداً ‌ما ضربت‌ و ‌قوله‌: «وَ لكِن‌َّ كَثِيراً مِنهُم‌ فاسِقُون‌َ» إنما وصفهم‌ بالفسق‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ الكفر أعظم‌ ‌في‌ باب‌ الذم‌ لامرين‌:

أحدهما ‌إن‌ معناه‌ خارجون‌ ‌عن‌ أمر اللّه‌ فهذا المعني‌ ‌لا‌ يظهر بصفة كافر.

و الآخر ‌ان‌ الفاسق‌ ‌في‌ كفره‌ ‌هو‌ المتمرد ‌فيه‌ و الكلام‌ يدل‌ ‌علي‌ أنهم‌ فاسقون‌ ‌في‌ كفرهم‌ ‌ أي ‌ خارجون‌ ‌الي‌ التمرد ‌فيه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 82]

لَتَجِدَن‌َّ أَشَدَّ النّاس‌ِ عَداوَةً لِلَّذِين‌َ آمَنُوا اليَهُودَ وَ الَّذِين‌َ أَشرَكُوا وَ لَتَجِدَن‌َّ أَقرَبَهُم‌ مَوَدَّةً لِلَّذِين‌َ آمَنُوا الَّذِين‌َ قالُوا إِنّا نَصاري‌ ذلِك‌َ بِأَن‌َّ مِنهُم‌ قِسِّيسِين‌َ وَ رُهباناً وَ أَنَّهُم‌ لا يَستَكبِرُون‌َ (82)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 613
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست