responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 608

«قَد ضَلُّوا مِن‌ قَبل‌ُ» ‌فيه‌ قولان‌:

‌قال‌ الحسن‌، و مجاهد: ‌هم‌ اليهود.

و ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌ ‌هم‌ أسلافهم‌ ‌الّذين‌ ‌هم‌ رؤساء ضلالتهم‌ ‌الّذين‌ سنوا ‌لهم‌ ‌هذا‌ الكفر ‌من‌ الفريقين‌ اليهود و النصاري‌ «وَ أَضَلُّوا كَثِيراً» يعني‌ هؤلاء ‌الّذين‌ ضلوا ‌من‌ قبل‌ و أضلوا أيضاً كثيراً ‌من‌ الخلق‌. و نسب‌ الإضلال‌ اليهم‌، ‌من‌ حيث‌ ‌کان‌ بدعائهم‌ و إغوائهم‌.

و ‌قوله‌ «وَ ضَلُّوا عَن‌ سَواءِ السَّبِيل‌ِ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ ضلوا باضلالهم‌ غيرهم‌ ‌في‌ قول‌ الزجاج‌.

الثاني‌-‌ و ضلوا ‌من‌ قبل‌، و ضلوا ‌من‌ ‌بعد‌، فلذلك‌ كرر. و ‌قيل‌ «ضَلُّوا مِن‌ قَبل‌ُ» ‌عن‌ الهدي‌ ‌في‌ الدنيا «وَ أَضَلُّوا كَثِيراً» ‌عن‌ طريق‌ الجنة.

و «سَواءِ السَّبِيل‌ِ» معناه‌ مستقيم‌ الطريق‌. و المعني‌ ‌فيه‌ الحق‌ ‌من‌ الدين‌، لأنه‌ يستقيم‌ بصاحبه‌ ‌الي‌ الجنة، و الخلود ‌في‌ النعيم‌. و ‌قيل‌ ‌له‌: سواء لاستمراره‌ ‌علي‌ استواء.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 78]

لُعِن‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا مِن‌ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ عَلي‌ لِسان‌ِ داوُدَ وَ عِيسَي‌ ابن‌ِ مَريَم‌َ ذلِك‌َ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُون‌َ (78)

آية بلا خلاف‌.

‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ «لُعِن‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا مِن‌ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ» ‌الآية‌ ثلاثة أقوال‌:

أحدهما‌-‌ إياسهم‌ ‌من‌ مغفرة اللّه‌ ‌مع‌ الاقامة ‌علي‌ الكفر و المعصية للّه‌-‌ عز و جل‌-‌ لدعاء الأنبياء (‌عليهم‌ ‌السلام‌) ‌عليهم‌ بالعقوبة و دعوتهم‌ مستجابة ‌مع‌ ‌ما ‌في‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ الفضيحة، و انطواء أولياء اللّه‌ ‌لهم‌ ‌علي‌ العداوة، و المظاهرة

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 608
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست