responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 606

و الافك‌ الكذب‌، لأنه‌ صرف‌ الخبر ‌عن‌ وجهه‌. و المؤتفكات‌ المنقلبات‌ ‌من‌ الرياح‌، و غيرها، لأنها صرفت‌ بقلبها ‌عن‌ وجهها.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 76]

قُل‌ أَ تَعبُدُون‌َ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ ما لا يَملِك‌ُ لَكُم‌ ضَرًّا وَ لا نَفعاً وَ اللّه‌ُ هُوَ السَّمِيع‌ُ العَلِيم‌ُ (76)

آية أمر اللّه‌ ‌تعالي‌ نبيه‌ (ص‌) ‌أن‌ يقول‌ لهؤلاء النصاري‌ ‌الّذين‌ قالوا «إِن‌َّ اللّه‌َ ثالِث‌ُ ثَلاثَةٍ»: «أَ تَعبُدُون‌َ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ ما لا يَملِك‌ُ لَكُم‌ ضَرًّا وَ لا نَفعاً» ‌ أي ‌ توجهون‌ عبادتكم‌ ‌الي‌ ‌من‌ ‌لا‌ يقدر ‌علي‌ الضر و النفع‌، لأن‌ القادر عليهما ‌هو‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌او‌ ‌من‌ يمكنه‌ اللّه‌ ‌من‌ ‌ذلک‌. و ‌لو‌ جاز توجيه‌ العبادة ‌الي‌ المسيح‌ ‌ألذي‌ ‌لا‌ يملك‌ ‌ذلک‌ لجاز توجيهها ‌الي‌ الأصنام‌ ‌کما‌ يقوله‌ عباد الأصنام‌. و ‌قد‌ علمناك‌ خلاف‌ ‌ذلک‌.

و الملك‌: ‌هو‌ القدرة ‌علي‌ تصريف‌ ‌ما للقادر ‌عليه‌ ‌أن‌ يصرفه‌، فملك‌ الضرر و النفع‌ أخص‌ ‌من‌ القدرة عليهما، لأن‌ القادر عليهما ‌قد‌ يقدر ‌من‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ ماله‌ ‌أن‌ يفعل‌، و ‌قد‌ يقدر ‌منه‌ ‌علي‌ ‌ما ليس‌ ‌له‌ ‌أن‌ يفعله‌. و النفع‌: ‌هو‌ فعل‌ اللذة ‌أو‌ السرور ‌او‌ ‌ما أدي‌ اليهما ‌أو‌ ‌الي‌ واحد منهما مثل‌ الملاذ ‌الّتي‌ تحصل‌ ‌في‌ الحيوان‌. و الصلة بالمال‌ و الوعد باللذة، فان‌ جميع‌ ‌ذلک‌ نفع‌، لأنه‌ يؤدي‌ ‌الي‌ اللذة. و الضرر ‌هو‌ فعل‌ الألم‌ ‌أو‌ الغم‌ ‌أو‌ ‌ما أدي‌ اليهما ‌أو‌ ‌الي‌ واحد منهما كالآلام‌ ‌الّتي‌ توجد ‌في‌ الحيوان‌ و القذف‌ و السب‌، لأن‌ جميع‌ ‌ذلک‌ يؤدي‌ ‌الي‌ الآلام‌ و الغضب‌ ضرر لأنه‌ ‌من‌ الأسباب‌ المؤدية ‌الي‌ الآلام‌.

و ‌قوله‌ «وَ اللّه‌ُ هُوَ السَّمِيع‌ُ العَلِيم‌ُ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ ها هنا قولان‌:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 606
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست