responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 580

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌عن‌ اليهود انها قالت‌: ‌إن‌ «يَدُ اللّه‌ِ مَغلُولَةٌ» و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ (مغلولة) قولان‌: أحدهما ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة، و الضحاك‌:

‌إن‌ المراد بذلك‌ أنها مقبوضة ‌من‌ العطاء ‌علي‌ وجه‌ الصفة ‌له‌ بالبخل‌ ‌کما‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «وَ لا تَجعَل‌ يَدَك‌َ مَغلُولَةً إِلي‌ عُنُقِك‌َ وَ لا تَبسُطها كُل‌َّ البَسطِ»[1] و انما قالوا ‌ذلک‌ ‌لما‌ نزل‌ ‌قوله‌ «مَن‌ ذَا الَّذِي‌ يُقرِض‌ُ اللّه‌َ قَرضاً حَسَناً»[2] قالوا:

‌إن‌ رب‌ ‌محمّد‌ فقير يستقرض‌ منا فأنزل‌ اللّه‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ الحسن‌ معناه‌ انها مقبوضة ‌عن‌ عذابنا.

و ‌قال‌ البلخي‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ اليهود، قالوا قولا و اعتقدوا مذهباً معناه‌ يؤدي‌ ‌الي‌ ‌ان‌ اللّه‌ يبخل‌ ‌في‌ حال‌ و يجود ‌في‌ حال‌ أخري‌، فحكي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ وجه‌ التعجب‌ منهم‌ و التكذيب‌ ‌لهم‌. و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ وجه‌ التعجب‌ منهم‌ و التكذيب‌ ‌لهم‌. و يجوز ‌ان‌ يكونوا قالوا ‌ذلک‌ ‌علي‌ وجه‌ الهزء حيث‌ ‌لم‌ يوسع‌ ‌علي‌ النبي‌ (ص‌) و ‌علي‌ أصحابه‌. و ليس‌ ينبغي‌ ‌أن‌ يتعجب‌ ‌من‌ قوم‌ يقولون‌ لموسي‌: «اجعَل‌ لَنا إِلهاً كَما لَهُم‌ آلِهَةٌ» و ‌من‌ اتخذ العجل‌ إلهاً، و ‌من‌ زعم‌ ‌أنه‌ ربه‌ أبيض‌ الرأس‌ و اللحية جالس‌ ‌علي‌ كرسي‌، كيف‌ يقولون‌ ‌إن‌ اللّه‌ يبخل‌ مرة و يجود اخري‌. و ‌قال‌ الحسين‌ ‌بن‌ علي‌ المغربي‌ حدثني‌ بعض‌ اليهود الثقات‌ منهم‌ بمصر ‌ان‌ طائفة قديمة ‌من‌ اليهود قالت‌ ‌ذلک‌ بهذا اللفظ.

و اما اليد فإنها تستعمل‌ ‌علي‌ خمسة أوجه‌: أحدها‌-‌ الجارحة. و الثاني‌-‌ النعمة. الثالث‌-‌ القوة. الرابع‌-‌ الملك‌. الخامس‌-‌ تحقيق‌ إضافة الفعل‌،


[1] ‌سورة‌ 17 الإسراء آية 29.
[2] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 245 و ‌سورة‌ 57 الحديد آية 11.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست