اللهأؤمن «بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَينا وَ ما أُنزِلَ إِلي إِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ الأَسباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسي وَ عِيسي وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ»}
[1] فلما ذكر عيسي جحدوا نبوته، و قالوا:
لا نؤمن به و بمن آمن به، فانزل اللّه هذه الآية.
و قوله «وَ أَنَّ أَكثَرَكُم فاسِقُونَ» في موضع نصب، لأنه مصدر في تقدير بان أكثركم، و لو استأنفه کان صواباً لكن لم يقرأ به. و قيل في معناه ثلاثة أقوال:
قال الزجاج و الفراء هل تكرهون منا إلا أيماننا و فسقكم، و المعني ليس هذا مما ينقم.
الثاني- قال الحسن: لفسقكم نقمتم ذلک علينا.
الثالث- قال أبو علي: نقموا فسق أكثرهم، لأنهم لم يتابعوهم عليه.
فان قيل كيف قال: «وَ أَنَّ أَكثَرَكُم فاسِقُونَ» و هم جميعاً فساق! قلنا عنه ثلاثة اجوبة:
أحدهما أنهم خارجون عن أمر اللّه طلباً للرئاسة و حسداً علي منزلة النبوة.
الثاني- فاسقون بركوب الاهواء. الثالث- علي التلطف للاستدعاء.
و معني الآية هل تكرهون إلا أيماننا و فسقكم أي انما كرهتم أيماننا و أنتم تعلمون أنا علي حق، لأنكم فسقتم بأن أقمتم علي دينكم لمحبتكم الرئاسة و تكسبكم بها الأموال.
فان قيل كيف يعلم عاقل أن دينا من الأديان حق فيؤثر الباطل علي علي الحق!؟