responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 553

‌أن‌ يقول‌، و ‌من‌ رفعه‌ فعلي‌ الاستئناف‌.

فان‌ ‌قيل‌ كيف‌ يجوز النصب‌ و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يقول‌ ‌الّذين‌ آمنوا!

‌قيل‌: ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌ الفارسي‌ يحتمل‌ ‌ذلک‌ أمرين‌ ‌غير‌ ‌هذا‌:

أحدهما‌-‌ ‌أن‌ يحمل‌ ‌علي‌ المعني‌، لأنه‌ ‌إذا‌ ‌قال‌ عسي‌ اللّه‌ ‌أن‌ يأتي‌ بالفتح‌ و كأنه‌ ‌قال‌ عسي‌ ‌أن‌ يأتي‌ اللّه‌ بالفتح‌، «وَ يَقُول‌ُ الَّذِين‌َ آمَنُوا» ‌کما‌ ‌قال‌ «فَأَصَّدَّق‌َ وَ أَكُن‌» كأنه‌ ‌قال‌: أصدق‌ و أكن‌، و ‌قد‌ جاء مثله‌ نحو ‌قوله‌ «وَ عَسي‌ أَن‌ تَكرَهُوا شَيئاً وَ هُوَ خَيرٌ لَكُم‌ وَ عَسي‌ أَن‌ تُحِبُّوا شَيئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُم‌»[1] و ‌قال‌ «عَسَي‌ اللّه‌ُ أَن‌ يَكُف‌َّ بَأس‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا»[2].

و وجه‌ آخر و ‌هو‌: ‌أن‌ يبدل‌ (‌أن‌ يأتي‌) ‌من‌ اسم‌ اللّه‌ اسم‌ ‌کما‌ أبدلت‌ (‌أن‌) ‌من‌ الضمير ‌ألذي‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «وَ ما أَنسانِيه‌ُ إِلَّا الشَّيطان‌ُ أَن‌ أَذكُرَه‌ُ»[3] فإذا أبدلته‌ فكأنك‌ قلت‌ عسي‌ ‌أن‌ يأتي‌ اللّه‌ بالفتح‌، و يقول‌ ‌الّذين‌ آمنوا. و أما ‌من‌ رفع‌ فلانه‌ عطف‌ جملة ‌علي‌ جملة، و ‌لم‌ يجعلها عاطفة ‌علي‌ مفرد. و يقوي‌ الرفع‌ قراءة ‌من‌ قرأ بلا واو و أما إسقاط الواو و إثباتها فجميعاً حسنان‌: أما الحذف‌ فلان‌ ‌في‌ الجملة المعطوفة ذكراً ‌في‌ المعطوف‌ عليها و ‌ذلک‌ ‌أن‌ ‌من‌ وصف‌ بقوله‌ «يُسارِعُون‌َ فِيهِم‌ يَقُولُون‌َ نَخشي‌ أَن‌ تُصِيبَنا دائِرَةٌ» ‌الي‌ ‌قوله‌ «نادمين‌» ‌هم‌ ‌الّذين‌ ‌قال‌ فيهم‌ «أَ هؤُلاءِ الَّذِين‌َ أَقسَمُوا بِاللّه‌ِ جَهدَ أَيمانِهِم‌ إِنَّهُم‌ لَمَعَكُم‌ حَبِطَت‌ أَعمالُهُم‌» فلما صار ‌في‌ ‌کل‌ واحدة ‌من‌ الجملتين‌ ذكر فيما تقدم‌ ‌من‌ الأخري‌ حسن‌ عطفها بالواو و بغير الواو، ‌کما‌ ‌أن‌ ‌قوله‌


[1] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 216.
[2] ‌سورة‌ 4 النساء آية 83.
[3] ‌سورة‌ 18 الكهف‌ آية 64.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 553
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست