responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 519

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 39]

فَمَن‌ تاب‌َ مِن‌ بَعدِ ظُلمِه‌ِ وَ أَصلَح‌َ فَإِن‌َّ اللّه‌َ يَتُوب‌ُ عَلَيه‌ِ إِن‌َّ اللّه‌َ غَفُورٌ رَحِيم‌ٌ (39)

آية بلا خلاف‌ أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أن‌ ‌من‌ تاب‌ و أقلع‌ و ندم‌ ‌علي‌ ‌ما ‌کان‌ ‌منه‌ ‌من‌ فعل‌ الظلم‌ بالسرقة و غيرهما و فعل‌ الفعل‌ الجميل‌ الصالح‌ «فَإِن‌َّ اللّه‌َ يَتُوب‌ُ عَلَيه‌ِ» و معناه‌ يقبل‌ توبته‌ بإسقاط العقاب‌ بها ‌عن‌ المعصية ‌الّتي‌ تاب‌ منها. و وصف‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ بانه‌ يتوب‌ ‌علي‌ التائب‌ ‌فيه‌ فائدة عظيمة، لأن‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ ترغيباً للعاصي‌ ‌في‌ فعل‌ التوبة، و لذلك‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ واصفاً نفسه‌ بأنه‌ تواب‌ رحيم‌. و وصف‌ العبد بأنه‌ تواب‌ معناه‌ أواب‌ و ‌هي‌ صفة مدح‌ ‌من‌ أجل‌ المدح‌ ‌علي‌ التوبة ‌الّتي‌ يسقط العقاب‌ عندها. و ‌لا‌ خلاف‌ ‌في‌ سقوطه‌ عندها و ‌هي‌ الندم‌ ‌علي‌ ‌ما مضي‌ ‌من‌ القبيح‌ ‌أو‌ الإخلال‌ بالواجب‌ و العزم‌ ‌علي‌ ترك‌ الرجوع‌ ‌الي‌ مثله‌ ‌في‌ القبح‌.

و ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌قال‌ يكفي‌ الندم‌ ‌مع‌ العزم‌ ‌علي‌ ترك‌ المعاودة. و ‌ألذي‌ ذكرناه‌ أولي‌، لأن‌ سقوط العذاب‌ عنده‌ مجمع‌ ‌عليه‌. و ‌ان‌ اختلفوا هل‌ ‌هو‌ واجب‌ ‌أو‌ تفضل‌! و ‌ما قالوه‌ ‌فيه‌ خلاف‌. و يمكن‌ التوبة ‌من‌ الحسن‌ ‌إلا‌ ‌أن‌ حسنه‌ ‌لا‌ يدعو ‌الي‌ التوبة ‌منه‌ ‌کما‌ يدعو قبح‌ القبيح‌ ‌الي‌ التوبة ‌منه‌ لكن‌ ‌قد‌ يتوب‌ الإنسان‌ ‌منه‌ لقبحه‌ فيما يتوهمه‌ ‌أو‌ لمضرة تلحقه‌ ‌به‌. و ‌لا‌ يجوز التوبة ‌من‌ الحسن‌ كيف‌ تصرفت‌ الحال‌ لأنه‌ تحريم‌ ‌لما‌ ليس‌ بحرام‌، و تقبيح‌ ‌لما‌ ليس‌ بقبيح‌. و يمكن‌ ‌أن‌ تكون‌ التوبة ‌من‌ القبيح‌ معصية للّه‌ كالذي‌ يتوب‌ ‌من‌ الإلحاد و يدخل‌ ‌في‌ النصرانية.

و ‌قال‌ مجاهد: ‌ان‌ الحدَّ كفارة. و ‌هذا‌ ‌غير‌ صحيح‌، لأن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ دل‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 519
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست