responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 515

و يحتمل‌ رفعهما شيئين‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ سيبويه‌ إنه‌ ‌علي‌ تفسير فرض‌ فيما يتلي‌ عليكم‌ حكم‌ السارق‌ و السارقة. و ‌منه‌ «وَ الَّذان‌ِ يَأتِيانِها مِنكُم‌»[1].

الثاني‌-‌ ‌قال‌ المبرد و الفراء لأن‌ معناه‌ الجزاء و تقديره‌ ‌من‌ سرق‌ فاقطعوه‌، و ‌له‌ صدر الكلام‌. و ‌قال‌ الفراء و ‌لو‌ أردت‌ سارقاً بعينه‌ لكان‌ النصب‌ الوجه‌ و يفارق‌ ‌ذلک‌ قولهم‌ زيداً فاضربه‌، لأنه‌ ليس‌ ‌فيه‌ معني‌ الجزاء.

و ظاهر ‌قوله‌ «وَ السّارِق‌ُ وَ السّارِقَةُ» يقتضي‌ عموم‌ وجوب‌ القطع‌ ‌علي‌ ‌کل‌ ‌من‌ ‌يکون‌ سارقاً ‌أو‌ سارقة، لأن‌ الألف‌ و اللام‌ ‌إذا‌ دخلا ‌علي‌ الأسماء المشتقة أفادا الاستغراق‌ ‌إذا‌ ‌لم‌ يكونا للعهد دون‌ تعريف‌ الجنس‌-‌ ‌علي‌ ‌ما ذهب‌ اليه‌ قوم‌-‌. و ‌قد‌ دللنا ‌علي‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ أصول‌ الفقه‌. فأما ‌من‌ ‌قال‌ القطع‌ ‌لا‌ يجب‌ ‌إلا‌ ‌علي‌ ‌من‌ ‌کان‌ سارقاً مخصوصاً ‌من‌ مكان‌ مخصوص‌ مقداراً مخصوصاً و ظاهر ‌الآية‌ ‌لا‌ ينبئ‌ ‌عن‌ تلك‌ الشروط، فيجب‌ ‌أن‌ تكون‌ ‌الآية‌ مجملة مفتقرة ‌الي‌ بيان‌، فقوله‌ فاسد لأن‌ ظاهر ‌الآية‌ يقتضي‌ وجوب‌ القطع‌ ‌علي‌ ‌کل‌ ‌من‌ يسمي‌ سارقاً و إنما يحتاج‌ ‌الي‌ معرفة الشروط ليخرج‌ ‌من‌ جملتهم‌ ‌من‌ ‌لا‌ يجب‌ قطعه‌ فأما ‌من‌ يجب‌ فانا نقطعه‌ بالظاهر، فالآية مجملة فيمن‌ ‌لا‌ يجب‌ قطعه‌ دون‌ ‌من‌ يجب‌ قطعه‌ فسقط ‌ما قالوه‌.

و ‌قوله‌ «فَاقطَعُوا أَيدِيَهُما» أمر ‌من‌ اللّه‌ بقطع‌ أيدي‌ السارق‌ و السارقة.

و المعني‌ إيمانهما. و إنما جمعت‌ أيدي‌ لأن‌ ‌کل‌ شي‌ء ‌من‌ شيئين‌، فتثنيته‌ بلفظ الجمع‌ ‌کما‌ ‌قال‌-‌ عز و جل‌-‌: «فَقَد صَغَت‌ قُلُوبُكُما»[2] و ‌قال‌ الفراء كلما


[1] ‌سورة‌ النساء آية 15.
[2] ‌سورة‌ التحريم‌ آية 4.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست