responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 509

حقوق‌ بني‌ آدم‌ و ‌هو‌ مذهبنا، فعلي‌ ‌هذا‌ ‌إن‌ أسقط الآدمي‌ حق‌ نفسه‌ و ‌يکون‌ ظهرت‌ ‌منه‌ التوبة قبل‌ ‌ذلک‌ ‌لا‌ يقاص‌ ‌عليه‌ الحد، و ‌إن‌ ‌لم‌ يكن‌ ظهرت‌ ‌منه‌ التوبة أقيم‌ الحد، لأنه‌ محارب‌ فيتحتم‌ ‌عليه‌ الحد. و ‌هو‌ قول‌ أبي علي‌.

و ‌لا‌ خلاف‌ ‌أنه‌ ‌إذا‌ أصيب‌ المال‌ بعينه‌ ‌في‌ يده‌ ‌أنه‌ يرد ‌الي‌ أهله‌. فاما المشرك‌ المحارب‌ فمتي‌ أسلم‌ و تاب‌ سقطت‌ عنه‌ الحدود، سواء ‌کان‌ ‌ذلک‌ ‌منه‌ قبل‌ القدرة ‌عليه‌ ‌أو‌ بعدها بلا خلاف‌.

فاما السارق‌ ‌إذا‌ قدر ‌عليه‌ ‌بعد‌ التوبة و تكون‌ التوبة ‌منه‌ ‌بعد‌ قيام‌ البينة فانه‌ ‌لا‌ يسقط عنه‌ الحد. و ‌إن‌ ‌کان‌ قبل‌ قيام‌ البينة استقطت‌ عنه‌. و ‌قال‌ قوم‌:

‌لا‌ تسقط التوبة الحد ‌عن‌ السارق‌-‌ و ‌لم‌ يفصل‌. و ادعي‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ الإجماع‌.

قالوا لأن‌ اللّه‌ جعل‌ ‌هذا‌ الحكم‌ للمحارب‌ بالاستثناء بقوله‌: «فَاعلَمُوا أَن‌َّ اللّه‌َ غَفُورٌ رَحِيم‌ٌ» و ‌لم‌ يكن‌ ‌غير‌ المحارب‌ ‌في‌ معناه‌ فيقاص‌ ‌عليه‌، لأن‌ ظاهر ‌هذا‌ التفرد و ليس‌ كذلك‌ ‌هو‌ ‌في‌ المحارب‌ الممتنع‌ بفئة و ‌في‌ ‌الآية‌ حجة ‌علي‌ ‌من‌ ‌قال‌ ‌لا‌ تصح‌ التوبة ‌مع‌ الاقامة ‌علي‌ معصية أخري‌ يعلم‌ صاحبها أنها معصية، لأنه‌ ‌تعالي‌ علق‌ بالتوبة حكماً ‌لا‌ يحل‌ ‌به‌ الاقامة ‌علي‌ معصية ‌هي‌ السكر ‌أو‌ شرب‌ نبيذ التمر ‌علي‌ ‌غير‌ التأويل‌ بإجماع‌ المسلمين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 35]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه‌َ وَ ابتَغُوا إِلَيه‌ِ الوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي‌ سَبِيلِه‌ِ لَعَلَّكُم‌ تُفلِحُون‌َ (35)

آية بلا خلاف‌.

خاطب‌ اللّه‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ المؤمنين‌ و أمرهم‌ ‌أن‌ يتقوه‌ و معناه‌ ‌أن‌ يتقوا معاصيه‌ و يجتنبوها و يبتغوا اليه‌ معناه‌ يطلبون‌ إليه‌ الوسيلة و ‌هي‌ القربة ‌في‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست