نون بعد موت موسي بشهرين.
و قوله: «وَ لا تَرتَدُّوا عَلي أَدبارِكُم» فيه قولان:
أحدهما- لا ترجعوا عن طاعة اللّه الي معصيته- في قول أبي علي.
الثاني- لا ترجعوا عن الإرض الّتي أمرتم بدخولها.
و قوله «فَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَ» قيل في معناه قولان:
أحدهما- أنه کان فرض عليهم دخولها کما فرضت الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج، فلما لم يفعلوا فقد خسروا الثواب. هذا قول قتادة و السدي.
و الثاني- أنه أراد بذلك خسران حظهم كالخسران في البيع بذهاب رأس المال.
و خاسرين نصب علي الحال، و العامل فيه «فتنقلبوا» دون قوله «و لا ترتدوا».
قالُوا يا مُوسي إِنَّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَ (22)
آية بلا خلاف هذه حكاية من اللّه عن قوم موسي لما أمرهم بدخول الإرض المقدسة، انهم قالوا: إن في الإرض قوماً جبارين، و نصب (جبارين) ب (أن) و (فيها) خبر (إن) قدم علي الاسم. و الجبار هو ألذي لا ينال بالقهر و أصله- في النخل- ما فات اليد طولًا و الجبار من النّاس هو ألذي يجبرهم علي ما يريد.
و قال إبن عباس: بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنه لما بعث موسي من قومه