responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 480

المجبرة ‌في‌ القدرة، لان‌ الحجة بمنع‌ القدرة أوكد ‌من‌ الحجة بمنع‌ اللطف‌، و تكون‌ الحجة ‌في‌ ‌ذلک‌ لمن‌ علم‌ اللّه‌ ‌أن‌ بعثة الأنبياء مصلحة ‌لهم‌، فإذا ‌لم‌ يبعث‌، تكون‌ ‌لهم‌ الحجة، فاما ‌من‌ ‌لا‌ يعلم‌ ‌ذلک‌ فيهم‌، ‌فلا‌ حجة ‌لهم‌، و ‌ان‌ ‌لم‌ يبعث‌ اليهم‌ الرسل‌. و معني‌ «أَن‌ تَقُولُوا» ألا تقولوا «ما جاءَنا مِن‌ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ».

‌علي‌ قول‌ الفراء و غيره‌ ‌من‌ الكوفيين‌، كقوله‌ ‌تعالي‌: «يُبَيِّن‌ُ اللّه‌ُ لَكُم‌ أَن‌ تَضِلُّوا» و معناه‌ ألا تضلوا. و ‌قال‌ البصريون‌: معناه‌ كراهة ‌أن‌ تضلوا، و كراهة ‌أن‌ تقولوا، و حذفت‌ كراهة. ‌کما‌ ‌قال‌ «وَ سئَل‌ِ القَريَةَ» و إنما أراد أهلها. و ‌أن‌ «تقولوا» ‌في‌ موضع‌ نصب‌ عند أكثر البصريين‌ و ‌قال‌ الخليل‌ و الكسائي‌:

موضعه‌ الجر و تقديره‌ لئلا تقولوا. و البيان‌ ‌ألذي‌ أتاهم‌ ‌به‌ النبي‌ (ص‌) ‌هو‌ دين‌ الإسلام‌ ‌ألذي‌ ارتضاه‌ اللّه‌. و ‌هو‌ بيان‌ نفس‌ الحق‌ ‌من‌ الباطل‌، و ‌ما يجب‌.

و البشير ‌هو‌ المبشر لكل‌ مطيع‌ بالثواب‌. و النذير ‌هو‌ المنذر المخوف‌ ‌کل‌ عاص‌ للّه‌ بالعقاب‌ ليتمسك‌ المطيع‌ بطاعته‌، و يجتنب‌ العاصي‌ لمعصيته‌. و الجملة ‌الّتي‌ ذكرناها قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و جميع‌ المفسرين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 20]

وَ إِذ قال‌َ مُوسي‌ لِقَومِه‌ِ يا قَوم‌ِ اذكُرُوا نِعمَت‌َ اللّه‌ِ عَلَيكُم‌ إِذ جَعَل‌َ فِيكُم‌ أَنبِياءَ وَ جَعَلَكُم‌ مُلُوكاً وَ آتاكُم‌ ما لَم‌ يُؤت‌ِ أَحَداً مِن‌َ العالَمِين‌َ (20)

آية بلا خلاف‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ اعلام‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للنبي‌ (ص‌) قديم‌ تمادي‌ هؤلاء اليهود ‌في‌ الغي‌ و بُعدهم‌ ‌من‌ الحق‌ و سواء اختيارهم‌ لأنفسهم‌ و شدة خلافهم‌ لانبيائهم‌ ‌مع‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست