يهتدي. بالنور و قوله: «باذنه» معناه بلطفه.
و قوله: «يَهدِيهِم إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ» معناه يرشدهم إلي طريق الحق. و هو دين الحق. و قال الحسن: هو ألذي يأخذ بصاحبه حتي يؤديه إلي الجنة. و به قال أبو علي. و معني «صِراطٍ مُستَقِيمٍ» طريق مستقيم و هو دين اللّه القويم ألذي لا اعوجاج فيه.
لَقَد كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ قُل فَمَن يَملِكُ مِنَ اللّهِ شَيئاً إِن أَرادَ أَن يُهلِكَ المَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَن فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ لِلّهِ مُلكُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُما يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (17)
آية بلا- خلاف- اللام في قوله: «لَقَد كَفَرَ» جواب للقسم و تقديره أقسم لقد كفر الّذين قالوا. و انما كفروا بقولهم: إن اللّه هو المسيح بن مريم علي وجه التدين به، لأنهم لو قالوه علي وجه الحكاية منكرين لذلك لم يكفروا به. و انما كانوا بذلك كافرين من وجهين:
أحدهما- انهم كانوا بالنعمة من حيث أضافوها إلي غير اللّه ممن ادعوا إلهيته.
و الثاني- كفر صفة لأنهم وصفوا المسيح و هو محدث بصفات اللّه تعالي، فقالوا: هو إله واحد فكل جاهل باللّه كافر، لأنه لما ضيع حق نعمة اللّه، کان بمنزلة من أضافها إلي غيره و معني من يملك من اللّه شيئاً من يقدر ان يدفع من أمر اللّه شيئاً، من قولهم: ملكت علي فلان أمره: إذا اقتدرت عليه حتي لا يمكنه إنفاذ شيء من أمره الا بك. و تقديره من يملك من أمره شيئاً. و وجه الاحتجاج بذلك انه لو کان المسيح إلهاً، لقدر علي دفع أمر اللّه إذا اتي بإهلاكه و إهلاك غيره، و ليس