responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 394

«قَد قَصَصناهُم‌ عَلَيك‌َ» و ‌قوله‌:

«وَ كَلَّم‌َ اللّه‌ُ مُوسي‌ تَكلِيماً» نصب‌ تكليما ‌علي‌ المصدر و فائدته‌ و كلم‌ اللّه‌ موسي‌ بلا واسطة خصوصاً ‌من‌ ‌بين‌ سائر الأنبياء كلمهم‌ اللّه‌ بواسطة الوحي‌ و ‌قيل‌: إنما ‌قال‌ ‌ذلک‌، ليعلم‌، ‌ان‌ كلام‌ اللّه‌ ‌من‌ جنس‌ ‌هذا‌ المعقول‌ ‌ألذي‌ يشقق‌ ‌من‌ التكلم‌ ‌علي‌ خلاف‌ ‌ما يقول‌ المبطلون‌. و ‌قيل‌ انما اتي‌ بالمصدر تأكيداً. و ‌قيل‌: إنما أراد بذلك‌ تعظيم‌ كلامه‌، كأنه‌ ‌قال‌: كلم‌ اللّه‌ موسي‌ تكليما شريفا ‌کما‌ ‌قال‌: «فَغَشِيَهُم‌ مِن‌َ اليَم‌ِّ ما غَشِيَهُم‌» يريد بذلك‌ تعظيم‌ ‌ما غشيهم‌ ‌من‌ الأهوال‌ فاما قول‌ ‌من‌ ‌قال‌: ‌إن‌ اللّه‌ كلم‌ موسي‌ باللغات‌ كلها ‌الّتي‌ ‌لم‌ يفهمها، فلما ‌کان‌ آخر شي‌ء كلمه‌ بكلام‌ فهمه‌، فان‌ ‌ذلک‌ ‌لا‌ يجوز ‌عليه‌ ‌تعالي‌، لان‌ خطاب‌ ‌من‌ ‌لا‌ يفهم‌ خطابه‌ عبث‌ يجري‌ مجري‌ قبح‌ خطاب‌ العربي‌ بالزنجية، و اللّه‌ (يتعالي‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌) ‌قال‌ البلخي‌: و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ ‌أن‌ كلام‌ اللّه‌ محدث‌ ‌من‌ حيث‌ انه‌ كلم‌ موسي‌ خاصة دون‌ غيره‌ ‌من‌ الأنبياء، و كلمه‌ ‌في‌ وقت‌ دون‌ وقت‌، و ‌لو‌ ‌کان‌ الكلام‌ قديماً و ‌من‌ صفات‌ ذاته‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ اختصاص‌ و ‌من‌ فصل‌ ‌بين‌ الكليم‌ و التكلم‌، فقد ابعد لان‌ المتكلم‌ لغيره‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ الا متكلما، و ‌إن‌ ‌کان‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ متكلما و ‌ان‌ ‌لم‌ يكن‌ مكلما فالمتكلم‌ يجمع‌ الامرين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): آية 165]

رُسُلاً مُبَشِّرِين‌َ وَ مُنذِرِين‌َ لِئَلاّ يَكُون‌َ لِلنّاس‌ِ عَلَي‌ اللّه‌ِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُل‌ِ وَ كان‌َ اللّه‌ُ عَزِيزاً حَكِيماً (165)

آية بلا خلاف‌.

نصب‌ (رسلا) ‌علي‌ القطع‌ ‌من‌ اسماء الأنبياء ‌الّذين‌ ذكر أسماءهم‌ (مبشرين‌) نصب‌ ‌علي‌ الحال‌. و التقدير أرسلت‌ هؤلاء الأنبياء رسلا ‌إلي‌ خلقي‌ و عبادي‌ مبشرين‌ بثوابي‌ ‌من‌ اطاعني‌ و صدق‌ رسلي‌ (و منذرين‌) يعني‌ مخوفين‌ ‌من‌ عقابي‌ ‌من‌ عصاني‌ و خالف‌ أمري‌، و كذب‌ رسلي‌ «لِئَلّا يَكُون‌َ لِلنّاس‌ِ عَلَي‌ اللّه‌ِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُل‌ِ» و ‌قال‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست