responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 320

‌-‌ آية بلا خلاف‌-‌.

ها أنتم‌ (ها) للتنبيه‌ و أعيدت‌ ‌مع‌ (أولاء) و المعني‌ ها أنتم‌ ‌الّذين‌ جادلتم‌، لأن‌ (هؤلاء، و ‌هذا‌) ‌يکون‌ ‌في‌ الاشارة للمخاطبين‌ ‌الّتي‌ أنفسهم‌ بمنزلة ‌الّذين‌.

و ‌قد‌ ‌يکون‌ لغير المخاطبين‌ بمنزلة ‌الّذين‌، ‌قال‌ يزيد ‌بن‌ مفرغ‌:

نجوت‌ و ‌هذا‌ تحملين‌ طليق‌[1]

‌ أي ‌ و ‌ألذي‌ تحملين‌ طليق‌. ‌قال‌ الزجاج‌ هؤلاء بمعني‌ ‌الّذين‌، لأن‌ المخاطب‌ المواجه‌ ‌لا‌ يحتاج‌ ‌إلي‌ الاشارة ‌إلي‌ نفسه‌. و ‌قال‌ المغربي‌: هؤلاء كناية ‌عن‌ اللصوص‌ ‌الّذين‌ يجادل‌ عنهم‌. و ‌هو‌ ‌غير‌ أنتم‌ و لذلك‌ حسن‌ التكرير. و معني‌ ‌الآية‌ ها أنتم‌ ‌الّذين‌ جادلتم‌. و الجدال‌ أشد الخصومة مأخوذ ‌من‌ جدلت‌ الحبل‌ ‌إذا‌ أحكمت‌ فتله‌. و رجل‌ مجدول‌ شديد. و الأجدل‌ الصقر، لأنه‌ أشد الطيور. و المعني‌ ‌ يا ‌ معاشر ‌من‌ جادل‌ ‌عن‌ بني‌ أبيرق‌ ‌في‌ الحياة الدنيا. و الهاء و الميم‌ ‌في‌ عنهم‌ كناية ‌عن‌ الخائنين‌، فمن‌ يجادل‌ اللّه‌ عنهم‌. و معناه‌ ‌من‌ ذا يخاصم‌ اللّه‌ عنهم‌ يوم تقوم‌ الساعة يوم يقوم‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ قبورهم‌ ‌إلي‌ محشرهم‌ فيدافع‌ عنهم‌ ‌ما اللّه‌ فاعل‌ بهم‌. و المعني‌ إنكم‌ ‌إن‌ دافعتم‌ ‌في‌ عاجل‌ الدنيا فإنهم‌ سيصيرون‌ ‌في‌ الآخرة ‌إلي‌ ‌من‌ ‌لا‌ يدافع‌ عنده‌ عنهم‌ أحد فيما يفعل‌ بهم‌ ‌من‌ العذاب‌ و أليم‌ النكال‌.

و ‌قوله‌: (أَم‌ مَن‌ يَكُون‌ُ عَلَيهِم‌ وَكِيلًا» معناه‌ و ‌من‌ ذا ‌ألذي‌ ‌يکون‌ وكيلا ‌علي‌ هؤلاء الخائنين‌ يوم القيامة يتوكل‌ عنهم‌ ‌في‌ خصومة اللّه‌ عنهم‌ يوم القيامة.

و ‌قد‌ بينا ‌أن‌ الوكالة ‌هي‌ القيام‌ بأمر ‌من‌ يوكل‌ ‌له‌.


[1] قائله‌ يزيد ‌بن‌ مفرغ‌ الحميري‌. حاشية الصبان‌ 1: 160 قطر الندي‌ 106، و أكثر كتب‌ النحو و صدره‌:
عدس‌ ‌ما لعباد عليك‌ امارة و ‌هو‌ ‌من‌ قصيدة هجا بها عباد ‌بن‌ زياد ‌بن‌ أبي سفيان‌ فسجنه‌ و أطال‌ سجنه‌ فكلم‌ ‌فيه‌ معاوية فوجه‌ بريداً يقال‌ ‌له‌ حمحام‌ فأخرجه‌ و قدمت‌ ‌له‌ فرس‌ (و ‌قيل‌ بغلة) فنفرت‌ ‌فقال‌: عدس‌ ... الخ‌ و عدس‌ صوت‌ يزجر ‌به‌ البغل‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست