responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 302

‌قيل‌: كيف‌ ‌قال‌ ‌في‌ أول‌ ‌الآية‌ «فَضَّل‌َ اللّه‌ُ المُجاهِدِين‌َ بِأَموالِهِم‌ وَ أَنفُسِهِم‌ عَلَي‌ القاعِدِين‌َ دَرَجَةً» ‌ثم‌ ‌قال‌ ‌في‌ آخرها «وَ فَضَّل‌َ اللّه‌ُ المُجاهِدِين‌َ عَلَي‌ القاعِدِين‌َ أَجراً عَظِيماً دَرَجات‌ٍ» و ‌هذا‌ ظاهر التناقض‌! قلنا عنه‌ جوابان‌:

أحدهما‌-‌ ‌أن‌ ‌في‌ أول‌ ‌الآية‌ فضل‌ اللّه‌ المجاهدين‌ ‌علي‌ القاعدين‌ أولي‌ الضرر درجة و ‌في‌ آخرها فضلهم‌ ‌علي‌ القاعدين‌ ‌غير‌ أولي‌ الضرر درجات‌ و ‌لا‌ تناقض‌ ‌في‌ ‌ذلک‌، لأن‌ ‌قوله‌: «وَ كُلًّا وَعَدَ اللّه‌ُ الحُسني‌» يدل‌ ‌علي‌ ‌أن‌ القاعدين‌ ‌لم‌ يكونوا عاصين‌ مستخفين‌، و ‌ان‌ كانوا تاركين‌ للفضل‌.

و الثاني‌-‌ ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌ الجبائي‌: أراد بالدرجة الأولي‌ علو المنزلة و ارتفاع‌ القدر ‌علي‌ وجه‌ المدح‌ ‌لهم‌ ‌کما‌ يقال‌: فلان‌ أعلي‌ درجة عند الخليفة ‌من‌ فلان‌ يريدون‌ بذلك‌ ‌أنه‌ أعظم‌ منزلة. و بالثانية أراد الدرجات‌ ‌في‌ الجنة ‌الّتي‌ تتفاضل‌ بها المؤمنون‌ بعضهم‌ ‌علي‌ بعض‌ ‌علي‌ قدر استحقاقهم‌، و ‌لا‌ تنافي‌ بينهما. و ‌قال‌ الحسين‌ ‌بن‌ علي‌ المغربي‌ انما كرر لفظ التفضيل‌، لأن‌ الاول‌ أراد تفضيلهم‌ ‌في‌ الدنيا ‌علي‌ القاعدين‌ و الثاني‌ أراد تفضيلهم‌ ‌في‌ الآخرة بدرجات‌ النعيم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): الآيات‌ 97 ‌الي‌ 99]

إِن‌َّ الَّذِين‌َ تَوَفّاهُم‌ُ المَلائِكَةُ ظالِمِي‌ أَنفُسِهِم‌ قالُوا فِيم‌َ كُنتُم‌ قالُوا كُنّا مُستَضعَفِين‌َ فِي‌ الأَرض‌ِ قالُوا أَ لَم‌ تَكُن‌ أَرض‌ُ اللّه‌ِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِك‌َ مَأواهُم‌ جَهَنَّم‌ُ وَ ساءَت‌ مَصِيراً (97) إِلاَّ المُستَضعَفِين‌َ مِن‌َ الرِّجال‌ِ وَ النِّساءِ وَ الوِلدان‌ِ لا يَستَطِيعُون‌َ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُون‌َ سَبِيلاً (98) فَأُولئِك‌َ عَسَي‌ اللّه‌ُ أَن‌ يَعفُوَ عَنهُم‌ وَ كان‌َ اللّه‌ُ عَفُوًّا غَفُوراً (99)

‌-‌ ثلاث‌ آيات‌-‌.

‌هذه‌ ‌الآية‌ نزلت‌ ‌في‌ قوم‌ أظهروا للنبي‌ (ص‌) الإسلام‌ بمكة، فلما هاجر

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست